للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

غضبان، فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله تبارك وتعالى (١) فإذا كان الرجل السُّوءُ: قال: اخرجي أيتها النفس الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث، اخرجي ذميمة، وأبشري بحميم وغسّاق، وآخر من شكله أزواج، فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء، فيستفتح لها، فيقال: من هذا؟ فيقال: فلان، فيقال: لا مرحباً بالنفس الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث، ارجعي ذميمة، فإنها لا تفتح لَكِ أبواب السماء، فيرسل بها من السماء، ثم تصير إلى القبر ... " (٢) .


(١) ليس المراد أن السماء تحوي الله وتحصره، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، بل الله فوق سماواته بائن من خلقه، وقد قال الحق في كرسيه: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) [البقرة: ٢٥٥] ، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن السماوات في الكرسي كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض، والكرسي في العرش. كحلقة ملقاة في فلاة الأرض، وهذه الآية كقوله تعالى: (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) [طه: ٧١] وقوله: (فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ) [براءة: ٢] ليس المراد أنهم في جوف النخل، وجوف الأرض، بل معنى ذلك أنه تبارك وتعالى فوق السماوات وعليها، وهذا الحديث مثل قوله تبارك وتعالى: (أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ) [الملك: ١٦] أي في العلو، ومثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم للجارية " أين الله؟ قالت: في السماء، قال عليه السلام: أعتقها فإنها مؤمنة " والحديث رواه مسلم في صحيحه.
(٢) رواه ابن ماجة في سننه وقد أورده الشيخ ناصر في صحيح الجامع الصغير: (٢/١٦٩) .

<<  <   >  >>