للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مطاع، وإما بفضل الله ورحمته ومغفرته. وبين في خاتمة كلامه أن ما يصيب الميت المؤمن من عذاب في قبره بما نيح عليه يكفر الله به عن سيئاته (١) .

المطلب الخامس

المنجيات من فتنة القبر وعذابه

الذي ينجي المرء من عذاب القبر أن يكون مستعداً للموت، مشمراً له، حتى إذا فاجأه الموت لم يعض أصْبعَ الندم، ومن الاستعداد للموت الإسراع في التوبة، وقضاء الحقوق، والإكثار من الأعمال الصالحة، فإن الإيمان والصلاة والصوم والزكاة والحج والجهاد وبر الوالدين وصلة الأرحام وذكر الله عز وجل وغيرها من صالح الأعمال تحفظ العبد المؤمن، وبها يجعل الله له من كل هَمّ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً.

وقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الأعمال الصالحة تحرس الإنسان في قبره، يقول ابن تيمية: " في الحديث المشهور حديث محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، رواه أبو حاتم في صحيحه، وقد رواه الأئمة قال: " إن الميت ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه، فإن كان مؤمناً كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن يساره، وكان فعل الخيرات من الصدق والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه.

فيؤتى من عند رأسه، فتقول الصلاة: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يمينه، فيقول الصيام: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يساره، فتقول الزكاة: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى من قبل رجليه: فيقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى


(١) مجموع الفتاوى: (٤/٣٧٥) .

<<  <   >  >>