للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عنه وذكره بالمدح والثناء أحبّه وأكرمه وأجزل صلته، وإن وقع منه خلاف ذلك قطّب منه وأقصاه عنه وأبعده، ومنع عنه بره ولو كان من أهل الفضائل. واشتهر ذلك عند من عرف منه ذلك بالفراسة، ولم يزل على حسن اعتقاده في المترجم حتى انقضى نحبهما.

واتفق أن مولاي محمد سلطان المغرب - رحمه اللّه - وصله بصلات قبل انجماعه الأخير وتزهده، وهو يقبلها بالحمد والثناء والدعاء، فأرسل له في سنة ٢٠١ صلة لها قدر، فردّها وتورع عن قبولها وضاعت ولم ترجع إلى السلطان، وعلم السلطان ذلك من جوابه فأرسل إليه مكتوبا قرأته، وكان عندي ثم ضاع في الأوراق، ومضمونه العتاب والتوبيخ في رد الصلة، ويقول له: إنك رددت الصلة التي أرسلناها إليك من بيت مال المسلمين، وليتك حيث تورعت عنها كنت فرقتها على الفقراء والمحتاجين فيكون لنا ولك أجر ذلك، إلا أنك رددتها وضاعت. (ويلومه) أيضا على شرحه كتاب الإحياء ويقول له: كان ينبغي أن تشغل وقتك بشئ نافع غير ذلك، ويذكر وجه لومه له في ذلك وما قاله العلماء وكلاما مفحما مختصرا مفيدا. رحمه اللّه.

وللمترجم من المصنفات خلاف شرح القاموس (١) وشرح الإحياء (٢) تأليفات كثيرة منها:

١ - كتاب الجواهر المنيفة، في أصول أدلة مذهب الإمام أبي حنيفة رضى اللّه عنه مما وافق فيه الأئمة الستة (٣). وهو كتاب نفيس حافل رتبه ترتيب كتب الحديث من تقديم ما روى عنه في الاعتقاديات ثم في العمليات على ترتيب كتب الفقه.

٢ - والنفحة القدسية، بواسطة البضعة العيدروسية، جمع فيه أسانيد العيدروس، وهي في نحو عشرة كراريس.

٣ - والعقد الثمين، في طرق الإلباس والتلقين.

٤ - وحكمة الإشراق إلى كتاب الآفاق.


(١) طبعت خمسة أجزاء منه بالمطبعة الوهبية سنة ١٢٨٦. ثم طبع كاملا في عشرة أجزاء بالمطبعة الخيرية سنة ١٣٠٦.
(٢) طبع بفاس سنة ١٣٠٢ في ١٣ جزءا، ثم في الميمنية سنة ١٣١١ في ١٠ أجزاء.
باسم «إتحاف السادة المتقين، بشرح أسرار إحياء علوم الدين».
(٣) طبع بالإسكندرية سنة ١٢٩٢ في جزءين.

<<  <   >  >>