للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكان وجه النعجة مقدماً في قلم الجليل، وأبو زرجان (١) مقدماً في قلم النصف.

وكان أحمد بن حفص (٢) أحلى الكتاب خطاً في قلم الثلث.

قال الوزير (٣): معنى قول الكتاب قلم النصف والثلث والثلثين، إنما هو راجع إلى الأصل. وذلك أن للخط جنسين من الأربعة عشر (٤) طريقة التي هي الأصول، هي له كالحاشيتين أحدهما قلم الطومار، وهو قلم مبسوط كله، ليس فيه شيء مستدير، وكثيراً ما كتب به المصاحف المدنية القدم، وقلم آخر يسمى غبار الحلبة، وهو قلم مستدير كله ليس فيه شيءٌ مستقيم. فالأقلام كلها تؤخذ من المستقيمة والمستديرة نسبا مختلفة. فما كان فيه من الخطوط المستقيمة ما يوازى ما فيه من الخطوط المستديرة سمي قلم النصف. فإن كان الذي فيه من الخطوط المستقيمة الثلث سمي قلم الثلث. وإن كان فيه من الخطوط المستقيمة الثلثان سمي قلم الثلثين. فعلى هذا تتركب هذه الأقلام.

وقد برع فيه حيون بن عمرو أخو الأحول، وكان أخط من أخيه.

ثم انتهت جودة الخط وحسنه وتحريره في رأس الثلاثمائة إلى الأستاذ في هذا الفن الوزير أبي علي محمد بن الحسن بن مقلة الكاتب، وفاته في سنة ٣٢٨، ثم إلى تلميذيه محمد بن أسد الغافقي ومحمد السمساني، وعنهما أخذ الأستاذ الكبير أبو الحسن علي بن هلال البغدادي المعروف بابن البواب، وعنه أخذ محمد بن منصور


(١) صبح الأعشى: «وكان محمد بن معدان، يعنى المعروف بأبى ذرجان».
(٢) صبح الأعشى: «أحمد بن محمد بن حفص المعروف بزاقف».
(٣) الوزير أبو علي محمد بن مقلة. وزر للمقتدر، ثم للقاهر باللّه، ثم للراضى باللّه، وقد حدثت بينهما جفوة عاقبه فيها بقطع يده اليسرى، ثم أمر «يحكم التركي» بقطع لسانه، فقطع أيضا. وتوفى سنة ٣٢٨. وكانت ولادته سنة ٢٧٢.
(٤) كذا في الأصل، وفي صبح الأعشى ٣: ٤٨ «أن للخط الكوفي أصلين من أربع عشرة طريقة».

<<  <   >  >>