للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وعنه الإمام العلامة «أبو علي محمد بن أحمد بن الزفتاوي» المكتب (١)، ولد سنة ٧٥٠ وسمع الحديث علي خليل بن طرنطاي (٢)، وصنف في علم الخط «منهاج الإصابة» وانتفع به أهل مصر. وقد كتب عليه الحافظ ابن حجر، وكفى به شرفاً. مات سنة ٨٠٦، وكان رفيقه في الكتابة على شيوخه الإمام شهاب الدين غازي.

وعنه تلميذه الإمام نور الدين الوسيمي، وعليه كتب الإمام زين الدين عبد الرحمن بن يوسف القاهري، المعروف «بابن الصّائغ» شيخ هذا الفن على الإطلاق، ولد بمصر سنة ٧٦٩ ولازم شيخه المذكور في إتقان قلم النسخ حتى فاق عليه، وأحب طريقة ابن العفيف فسلكها واستفاد فيها من أبي علي الزفتاوي المصري، وصارت للزين طريقة منتزعة من طريقتي ابن العفيف وغازي، كما وقع لغازي شيخ شيخه، فإنه كتب أولاً على ابن أبي رقبة شيخ الزفتاوي المذكور وتلميذ ابن العفيف ثم تحول غازي عن طريقة ابن العفيف شيخ شيخه إلى طريقة ولدها بينها وبين طريقة الولي العجمي، ففاق أهل زمانه في حسن الخط. وانتفع النّاس بابن الصّائغ طبقة بعد طبقة؛ ونسخ عدة مصاحف وغيرها من الكتب والعقائد، وصار شيخ الكتاب في زمانه، وشهد له الحافظ ابن حجر


(١) قال القلقشندي في شأنه وشأن تلميذه: «وصنف مختصرا في قلم الثلث مع قواعد ضمها إليه في صنعة الكتابة، أحسن فيه الصنيع، وبه تخرج صاحبنا الشيخ زين الدين شعبان ابن محمد بن داود الآثاري محتسب مصر. ونظم في صنعة الخط ألفية وسمها بالعناية الربانية في الطريقة الشعبانية، لم يسبق إلى مثلها. ثم توجه بعد ذلك إلى مكة، ثم إلى اليمن والهند، ثم عاد إلى مكة فأقام بها ونبغ».
وإلى هنا تنتهى سلسلة الخطاطين عند القلقشندي. وما سيأتي امتداد لهذه السلسلة التي لم يدركها.
(٢) الدرر الكامنة ٢: ٨٩.

<<  <   >  >>