قال يابا لا نفعل ولكن نحيله على الله عز وجل قال فجذبه الشيخ وقال تعال خذ هميانك ودعني أنام الليل وأرحني من محاسبتك وطلبك قال فقال له امش بين يدي قال فمشى الشيخ وتبعه الخراساني وتبعتهما قال فدخل الشيخ فما لبث أن خرج وقال ادخل يا خراساني قال فدخل ودخلت قال فنبش تحت درجة له مزبلة فأخرج منها الهميان أسود من خرق بخارية غلاظ قال هذا هميانك قال فنظر إليه وقال هذا همياني ثم حل رأسه من شد وثيق ثم صب المال في حجر نفسه وقلبها مرارا وقال هذه دنانيرنا وأمسك فم الهميان بيده الشمال ورد المال بيده اليمنى حتى استوفى ثم شده شدا سهلا ووضعه على كتفه وقلب خلقانه فوقه ثم أراد الخروج فلما بلغ باب الدار تأمل الخراساني أمر الشيخ فرجع وقال له يا شيخ مات أبي إلى رحمة الله تعالى وترك لي
من هذه ثلاثة آلاف دينار فقال أخرج ثلثها ففرقه في أحق الناس عندك له وبع رحلي واجعله نفقة لحجك ففعلت ذلك وأخرجت ثلثها ألف دينار وشددتها في هذا