للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

النّاس إلى القيام به ونفي الإشراك عنه. وجاء القرآن الكريم في معظم آياته بتقريره ونفى الشُّبَه عنه، وكل مصلٍّ فرضا أو نفلاً يعاهد الله على القيام به في قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ١.

وهذا الحق العظيم يسمّى توحيد العبادة أو توحيد الإلهيّة، أو توحيد الطلب والقصد - أسماء لمسمّى واحد، وهذا التّوحيد مركوز في الفطر: "كل مولود يولد على الفطرة"، وإنّما يطرأ الانحراف عنه بسبب التربية الفاسدة: "فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه" ٢.

وهذا التّوحيد أصيل في العالم والشرك طارئ عليه ودخيل فيه، قال تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ} ٣، وقال تعالى: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا} ٤.


١ سورة الفاتحة، الآية: ٥.
٢ من حديث رواه مسلم في صحيحه برقم "/٢٠٤٧".
٣ سورة البقرة، الآية: ٢١٣.
٤ سورة يونس، الآية: ١٩.

<<  <   >  >>