للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفطن «١» لما سمع به، ثم قال لنسائه: لا يدخلن عليكن! فحجب «٢» عن بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف إلى الجعرانة فقال له سراقة بن جعشم «٣» المدلجي: يا رسول الله! ترد الضالة حوضي فهل فيه أجر إن أنا سقيتها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «٤» في كل كبد حرّي «٤» أجر. ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وطء الحبالى حتى يضعن. وبينما النبي صلى الله عليه وسلم قاعد بالجعرانة ومعه ثوب وقد أظل به مع ناس من أصحابه إذ جاءه أعرابي- عليه جبة- متضمخ «٥» بطيب فقال: يا رسول الله! كيف ترى برجل «٦» أحرم بعمرة في جبة بعد ما تضمخ بطيب؟ وإذا النبي صلى الله عليه وسلم مخمر «٧» الوجه يغط، فلما سري عنه قال: «أين الذي سألني عن العمرة آنفا؟» فأتي به فقال: أما الطيب فاغسله عنك وأما الجبة فانزعها، ثم اصنع في عمرتك ما تصنع في حجتك» «٨» ؛


بين شكول النساء خلقتها ... نصب فلا جبلة ولا قضف
تغترق الطرف وهي لاهية ... كأنما شف وجهها نزف
(١) في الأصل: يعكن- كذا، وفي المغازي «فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامه فقال: «ألا أرى هذا الخبيث يفطن للجمال إذا خرجت إلى العقيق» ! والحيل لا يمسك لما أسمع! وقال: لا يدخل على نساء عبد المطلب! ويقال قال: لا يدخلن على أحد من نسائكم، وغرّبهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحمى، فشكيا الحاجة، فأذن لهما أن ينزلا كل جمعة يسألان ثم يرجعان إلى مكانهما، إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلا مع الناس، فلما ولي أبو بكر رضي الله عنه قال: أخرجكما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدخلكما؟ قأخرجهما إلى موضعهما، فلما مات أبو بكر رضي الله عنه دخلا مع الناس، فلما ولي عمر رضي الله عنه قال: أخرجكما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وأدخلكما؟ اخرجا إلى موضعكما! فأخرجهما إلى موضعهما، فلما قتل عمر دخلا مع الناس» .
(٢) وقع في ف: محجب- كذا مصحفا.
(٣) التصحيح من الإصابة، وفي ف «جعثم» كذا بالثاء؛ وهو «ابن مالك» .
(٤- ٤) في الأصل في «كبد كل حر» والتصحيح من المغازي ٣/ ٩٤١ وزيد فيه بعد «كل» «ذات» والمعنى أن في سقي كل ذات كبد حرى (أي الشديد العطش) أجرا.
(٥) وفي مسند الإمام أحمد ٤/ ٢٢٢: متضمخا.
(٦) في المسند: في رجل.
(٧) في المسند: محمر.
(٨) أخرج هذه الواقعة الإمام أحمد في مسنده بزيادة يسيرة على ما هنا، وألم بها أيضا على الحلبي في سيرته- راجع إنسان العيون ٣/ ١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>