للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٧٩٢٧ - عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ أَخْبَرَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَرْيَمَ، أَنَّ شُبِثَ بْنَ رِبْعِيٍّ، وَابْنَ الْكَوَّاءِ، خَرَجَا مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى حَرُورَاءَ , فَأَمَرَ عَلِيٌّ النَّاسَ أَنْ يَخْرُجُوا بِسِلَاحِهِمْ فَخَرَجُوا إِلَى الْمَسْجِدِ حَتَّى امْتَلَأَ الْمَسْجِدُ , فَأَرْسَلَ عَلِيٌّ: بِئْسَ مَا صَنَعْتُمْ حِينَ تَدْخُلُونَ الْمَسْجِدَ بِسِلَاحِكُمْ , اذْهَبُوا إِلَى جَبَّانَةِ مُرَادٍ حَتَّى يَأْتِيَكُمْ أَمْرِي , قَالَ: قَالَ أَبُو مَرْيَمَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَى جَبَّانَةِ مُرَادٍ , فَكُنَّا بِهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ , ثُمَّ بَلَغَنَا أَنَّ الْقَوْمَ قَدْ رَجَعُوا وَأَنَّهُمْ زَاحِفُونَ , قَالَ: فَقُلْتُ: أَنْطَلِقُ أَنَا فَأَنْظُرُ إِلَيْهِمْ , قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَجَعَلْتُ أَتَخَلَّلُ صُفُوفَهُمْ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى شَبَثِ بْنِ رِبْعِيٍّ وَابْنِ الْكَوَّاءِ وَهُمَا وَاقِفَانِ مُتَوَرِّكَانِ عَلَى دَابَّتَيْهِمَا , وَعِنْدَهُمْ رُسُلُ عَلِيٍّ يُنَاشِدُونَهُمَا اللَّهَ لَمَا رَجَعُوا , وَهُمْ يَقُولُونَ لَهُمْ: نُعِيذُكُمْ بِاللَّهِ أَنْ تُعَجِّلُوا بِفِتْنَةِ الْعَامِ خَشْيَةَ عَامٍ قَابِلٍ , فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ إِلَى بَعْضِ رُسُلِ عَلِيٍّ فَعَقَرَ دَابَّتَهُ , فَنَزَلَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَسْتَرْجِعُ , فَحَمَلَ سَرْجَهُ فَانْطَلَقَ بِهِ , وَهُمَا يَقُولَانِ: مَا طَلَبْنَا إِلَّا مُنَابَذَتَهُمْ , وَهُمْ يُنَاشِدُونَهُمُ اللَّهَ , فَمَكَثُوا سَاعَةً ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى الْكُوفَةِ كَأَنَّهُ يَوْمُ أَضْحَى أَوْ يَوْمُ فِطْرٍ , وَكَانَ عَلِيٌّ يُحَدِّثُنَا قَبْلَ ذَلِكَ أَنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ , يَمْرُقُونَ مِنْهُ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمْيَةِ , عَلَامَتُهُمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ , قَالَ: فَسَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْهُ مِرَارًا كَثِيرَةً , قَالَ: وَسَمِعَهُ نَافِعٌ: الْمُخْدَعُ أَيْضًا , حَتَّى رَأَيْتُهُ يَتَكَرَّهُ طَعَامَهُ مِنْ كَثْرَةِ مَا سَمِعَهُ مِنْهُ , قَالَ: وَكَانَ نَافِعٌ مَعَنَا فِي الْمَسْجِدِ يُصَلِّي فِيهِ بِالنَّهَارِ , وَيَبِيتُ فِيهِ بِاللَّيْلِ , وَقَدْ كَسَوْتُهُ بُرْنُسًا فَلَقِيتُهُ مِنَ الْغَدِ فَسَأَلْتُهُ: هَلْ كَانَ خَرَجَ مَعَنَا النَّاسُ الَّذِينَ خَرَجُوا إِلَى حَرُورَاءَ؟ قَالَ: خَرَجْتُ أُرِيدُهُمْ حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ إِلَى بَنِي فُلَانٍ لَقِيَنِي صِبْيَانٌ , فَنَزَعُوا سِلَاحِي , فَرَجَعْتُ حَتَّى إِذَا كَانَ الْحَوْلُ أَوْ نَحْوُهُ خَرَجَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ وَسَارَ عَلِيٌّ إِلَيْهِمْ , فَلَمْ أَخْرُجْ مَعَهُ , قَالَ: وَخَرَجَ أَخِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَمَوْلَاهُ مَعَ عَلِيٍّ , قَالَ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَلِيًّا سَارَ إِلَيْهِمْ حَتَّى إِذَا كَانَ حِذَاءَهُمْ عَلَى شَاطِئِ النَّهْرَوَانِ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يُنَاشِدُهُمُ اللَّهَ وَيَأْمُرُهُمْ أَنْ يَرْجِعُوا , فَلَمْ تَزَلْ رُسُلُهُ تَخْتَلِفُ إِلَيْهِمْ حَتَّى قَتَلُوا رَسُولَهُ , فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ نَهَضَ إِلَيْهِمْ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى فَرَغَ مِنْهُمْ كُلِّهِمْ , ثُمَّ أَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَلْتَمِسُوا الْمُخْدَجَ فَالْتَمَسُوهُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا نَجِدُهُ حَيًّا , وَقَالَ: بَعْضُهُمْ: مَا هُوَ فِيهِمْ ; ثُمَّ إِنَّهُ جَاءَهُ رَجُلٌ فَبَشَّرَهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , قَدْ وَاللَّهِ وَجَدْنَاهُ تَحْتَ قَتِيلَيْنِ فِي سَاقَيْهِ , فَقَالَ: اقْطَعُوا يَدَهُ الْمُخْدَجَةَ وَأْتُونِي بِهَا , فَلَمَّا أُتِيَ بِهَا أَخَذَهَا بِيَدِهِ ثُمَّ رَفَعَهَا ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِّبْتُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>