للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعليه قراءة من قرأ: {قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ} ١ فأثبت واو "قالوا" لما تحركت لام لان. والقراءة القوية: "قاللان" بإقرار الواو على حذفها لأن الحركة عارضة للتخفيف.

وعلى القول الأول قول الآخر٢:

حدبدبي بدبدبي منكم لان ... إن بني فزارة بن ذيبان

قد طرقت ناقتهم بإنسان ... مشيأ سبحان ربي الرحمن

أسكن ميم "منكم" لما تحركت لام "لان" وقد كانت مضمومة عند التحقيق في قولك: منكم الآن، فاعتد٣ حركة التخفيف، وإن لم تكن لازمة. وينبغي أن تكون قراءة أبي عمرو: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى} ٤ على هذه اللغة، وهي قولك مبتدئًا: لولى، لأن الحركة على هذا في اللام أثبت منها على قول من قال: الحمر. وإن كان حملها أيضًا على هذا جائزًا، لأن الادغام وإن كان بابه أن يكون في المتحرك فقد أدغم أيضًا في الساكن فحرك في شد ومد وفرّ يا رجل وعض ونحو ذلك. ومثله ما أنشده أبو زيد:

ألا يا هند هند بني عميرٍ ... أرثٌ لان وصلك أم جديد

ادغم تنوين رثّ في لام لان.


١ آية ٧١ سورة البقرة والقراءة بإثبات الواو إحدى الروايتين عن نافع، وانظر البحر ١/ ٢٥٧.
٢ هو سالم بن دارة يهجو مر بن رافع الفزاري، يرمي فزارة بإتيان النياق، وحدبدني: لعبة للصبيان، والتطريق: أن يخرج بعض الوالد ويعسر انفصاله حين الوضع؛ والمشيأ: القبيح المنظر، وانظر اللسان "حدب"، وفيه "يا صبيان" في مكان "منكم لان"، وفي التكملة للصاغاني رواية أخرى لهذا الشعر، وفي د، هـ، ز، ط: "مشتأ" في مكان: "مشيأ"، وفي اللسان "أين" عزى هذا الرجز إلى أبي المنهال.
٣ في ط: "فاعتقد".
٤ آية ٥٠ سورة النجم، يريد القراءة بإدغام التنوين في لام "لولي".

<<  <  ج: ص:  >  >>