للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي كلاب، وقوله:

كان حداءً قراقريًّا١

أي قراقرًا. حدثنا أبو علي قال: يقال خطيب مصقع، وشاعر مرقع، وحداء قراقر، ثم أنشدنا البيت، وقد ذكرنا من أين صارت ياء الإضافة إذا لحقتا الصفة قوتا معناها.

وقد يؤكد بالصفة كما تؤكد٢ هي، نحو قولهم: أمس الدابر، وأمس المدبر وقول٣ الله -عز اسمه- {إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ} ٤ وقوله تعالى: {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} ٥ وقوله سبحانه: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ} ٦.

ومنه قولهم: لم يقم زيد. جاءوا فيه بلفظ المضارع وإن كان معناه المضى. وذلك أن المضارع أسبق رتبة في النفس من الماضي ألا ترى أن أول٧ أحوال الحوادث أن تكون معدومة ثم توجد فيما بعد. فإذا نفى المضارع الذي هو الأصل فما ظنك بالماضي الذي هو الفرع.

وكذلك قولهم: إن قمت قمت فيجيء٨ بلفظ الماضي والمعنى "معنى المضارع"٩. وذلك أنه أراد الاحتياط للمعنى، فجاء بمعنى المضارع المشكوك في وقوعه بلفظ "الماضي١٠ المقطوع" بكونه حتى كأن هذا قد وقع واستقر "لا أنه"١١ متوقع مترقب. وهذا تفسير أبي علي عن أبي بكر، وما أحسنه!


١ في اللسان "قرر": "وكان".
وفي الجمهرة ٣/ ٤٣٣، والقرقرة: صفاء هدير الفحل وارتفاعه، ثم قيل للحسن الصوت فرقان قال الراجز:
أبكم لا يكلم المطيا
وكان حداء قراقريا
٢ في ز: "يؤكد".
٣ في ش: "قال".
٤ آية ٥١ سورة النحل.
٥ آية ٢٠ سورة النجم.
٦ آية ١٣ سورة الحاقة.
٧ سقط في ش.
٨ في ط: "فجيء"، وفي د، هـ، ز: "يجيء".
٩ كذا في ش، ط، وفي د، ز: "لفظ المضارع" وفي هـ: "بلفظ المضارع".
١١ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "لأنه".

<<  <  ج: ص:  >  >>