للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي الاتجاه١. فإن٢ شئت قلت: إن٣ الوجه هنا مصدر٤ محذوف الزيادة، كأنه وضع الفعل موضع الافتعال، كوحده، وقيد الأوابد "في أحد القولين"٥ ونحوهما. وإن شئت قلت: خرج مخرج الاستعارة. وذلك أن وجه الشيء أبدا هو أكرمه وأوضحه، فهو المراد منه، والمقصود إليه. فجرى استعمال هذا في القديم -سبحانه- مجرى العرف فيه والعادة في أمثاله. أي لو كان -تعالى- مما يكون له وجه لكان كل موضع توجه٦ إليه فيه وجها له؛ إلا٧ أنك إذا جعلت الوجه في القول الأول مصدرا كان في المعنى مضافا إلى المفعول دون الفاعل؛ لأن المتوجه إليه مفعول "في المعنى فيكون"٨ إذًا من باب قوله -عز وجل: {لَا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاء الْخَيْرِ} ٩ و {لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ} ١٠ ونحو ذلك مما أضيف فيه المصدر إلى المفعول به.

وقوله تعالى: {وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ} ١١ إن شئت قلت: لما كان العرف١٢ أن يكون أكثر الأعمال باليد١٣ جرى هذا مجراه. وإن شئت قلت: الأيدي هنا١٤ جمع اليد١٥ التي هي القوة فكأنه قال: مما عملته قوانا أي القوى التي أعطيناها الأشياء لا أن له -سبحانه- جسما تحله القوة أو الضعف. ونحوه قولهم في القسم: لعمر الله إنما هو: وحياة الله، أي والحياة التي آتانيها الله، لا أن القديم سبحانه محل


١ في د، هـ، ز بعده: "إلى الله".
٢ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "وإن".
٣ سقط هذا الحرف في ش.
٤ سقط في د، هـ، ز.
٥ سقط ما بين القوسين في ش.
٦ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "يوجه".
٧ كذا في ط، وفي ش: "ألا ترى".
٨ سقط ما بين القوسين في د، هـ، ز.
٩ آية ٤٩ سورة فصلت.
١٠ آية ٢٤ سورة ص.
١١ آية ٧١ سورة يس.
١٢ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "أكثر العرف".
١٣ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "باليدين".
١٤ سقط في ش.
١٥ في ز، ط: "يد".

<<  <  ج: ص:  >  >>