للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استعان لنفسه ببحة١ الحاء، واستروح إلى مسكة النفس بها وعللها٢ بالصويت٣ اللاحق "لها في الوقف"٤ ونحن مع هذا نعلم أن هذا الأعرابي لا يعلم أن في٥ الكلام شيئًا يقال له حاء، فضلًا عن أن يعلم أنها من الحروف المهموسة، وأن الصوت يلحقها في حال، سكونها والوقف عليها ما لا يلحقها في حال حركتها أو٦ إدراجها في حال سكونها، في نحو بحر٧، ودحر٧؛ إلا أنه وإن لم يحسن شيئًا من هذه الأوصاف صنعة ولا علمًا، فإنه يجدها طبعا٨ ووهمًا. فكذلك الآخر: لما سمع ملكًا وطال ذلك عليه أحس من ملك في اللفظ ما يحسه من حلك. فكما أنه يقال٩: أسود حالك قال هنا من لفظة١٠ ملك: مالك، وإن لم يدر أن مثال ملك فعل أو مفل، ولا أن مالكًا هنا فاعل أو مافل. ولو بني من ملك على حقيقة الصنعة فاعل١١ لقيل: لائك كبائك وحائك.

وإنما مكنت القول في هذا الموضع ليقوى في نفسك قوة حس هؤلاء القوم١٢، وأنهم قد يلاحظون بالمنة والطباع، ما لا نلاحظه نحن عن١٣ طول المباحثة والسماع. فتأمله فإن١٤ الحاجة إلى مثله ظاهرة.


١ كذا في ش، وفي ز، ط: "بحنة".
٢ في ط: "تعللها، على صيغة المصدر".
٣ كذا في ش، وفي د، هـ، ز: "بالتصويت". وفي ط: "بالصوت".
٤ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "في الوقف لها".
٥ كذا في ش، ط، وسقط هذا الحرف في د، هـ، ز.
٦ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "ر".
٧ في ط: "تحر". والدحر: الطرد والإبعاد.
٨ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "طبيعة".
٩ كذا في ش، في د، هـ، ز، ط: "يقول منه".
١٠ كذا في ش، وفي د، هـ، ز، ط: "لفظ".
١١ كذا في ش، ط، وفي د، هـ، ز: "فاعلا".
١٢ سقط حرف العطف في ش.
١٣ كذا في ش، وفي د،، هـ. ز، ط: "على".
١٤ في د، هـ، ز بعده: "فيه".

<<  <  ج: ص:  >  >>