للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك قولهم: بغداد, وبغدان. وقالوا أيضًا: مغدان, وطبرزل١، وطبرزن. وقالوا للحية: أيم, وأين. وأعصر, ويعصر: أبو باهلة. والطِنفِسة, والطُنفُسة. "وما اجتمعت"٢ فيه لغتان أو ثلاث أكثر من أن يحاط به. فإذا ورد شيء من ذلك -كأن يجتمع في لغة رجل واحد لغتان فصيحتان٣- فينبغي أن تتأمل حال كلامه فإن كانت اللفظتان في كلامه متساويتين في الاستعمال, كثرتهما واحدة فإن أخلق الأمر به أن تكون قبيلته تواضعت في ذلك المعنى على "ذينك اللفظين"٤؛ لأن العرب قد تفعل ذلك للحاجة إليه في أوزان أشعارها وسعة تصرف أقوالها. وقد يجوز أن تكون لغته في الأصل إحداهما ثم إنه استفاد الأخرى من قبيلة أخرى وطال بها٥ عهده وكثر "استعماله لها"٦، فلحقت -لطول٧ المدة واتصال استعمالها- بلغته الأولى ٨.

وإن كانت إحدى اللفظتين٩ أكثر في كلامه من صاحبتها فأخلق الحالين به في ذلك أن تكون القليلة في الاستعمال هي المفادة والكثيرته١٠ هي الأولى الأصلية. نعم وقد يمكن في هذا أيضًا أن تكون القلي منهما إنما قلت في استعماله لضعفها في نفسه وشذوذها عن قياسه وإن كانتا جميعًا لغتين له ولقبيلته. وذلك


١ يقال: سكر طبرزل. وهو السكر الأبيض الصلب. واللفظ معرب عن الفارسية. وانظر معرب الجواليقي ٢٨٨.
٢ كذا في أوفي ش "أما ما اجتمعت".
٣ كذا في أوفي ش، ب: "فصاعدا".
٤ كذا في أ، ج والمزهر ١/ ١٥٥، وفي ش، ب: "ذينك اللفظتين".
٥ كذا في أ، ب والمزهر ١/ ١٥٥، وفي ش: "به".
٦ كذا في المزهر ١/ ١٥٥، وفي أصول الخصائص: "لها استعماله".
٧ كذا في أ، ب. وفي ش: "أطول".
٨ كذا في أوالمزهر. وفي سائر الأصول: "الأخرى".
٩ كذا في أوفي ش، ب: "اللغتين".
١٠ كذا في أ. وفي ش، ب والمزهر ١/ ١٥٦: "الكثرة".

<<  <  ج: ص:  >  >>