للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن تكررت "لا" فقد تقدم حكمه.

فإن قلت: قد فهم من كلامه حكم النعت "وحكم"١ النسق فما حكم بقية التوابع؟

قلت: أما البدل الصالح لعمل "لا" وعطف البيان عند من أجازه في النكرات فهما كالنعت المفصول يجوز فيهما الرفع والنصب, فإن كان البدل معرفة تعين رفعه إذ المعرفة لا تصلح لعمل "لا".

وأما التوكيد فقيل لا يدخل في هذا الباب لأن النكرة لا تؤكد.

قلت: إنما يمتنع توكيد النكرة عند البصريين بالتوكيد المعنوي، وأما اللفظي فلا يمتنع.

ثم قال:

وأعط لا مع همزة استفهام ... ما تستحق دون الاستفهام

إذا دخلت الهمزة على "لا" فله أربعة معان:

"أحدها"٢: وهو الأكثر أن تكون للتوبيخ والإنكار كقوله:

ألا طعان ألا فرسان عادية٣ ... ..................................


١ ب، ج وفي أ "وعطف".
٢ أ، ب وفي ج "أحدهما".
٣ صدر بيت: قائله: حسان بن ثابت الأنصاري، وهو من قصيدة يهجو بها الحارث بن كعب المجاشعي.
وعجزه:
إلا تجشؤكم حول التنانير
وذكر البيت في ب, وهو من البسيط.
الشرح: "طعان" من طاعن تطاعن مطاعنة وطعانا، "فرسان" الفوارس جمع فارس وهو جمع شاذ لا يقاس عليه "عادية" من العدو -بالعين- ويقال بالغين المعجمة من الغدو, "تجشؤكم" -بالجيم والشين- من تجشأت تجشؤا وهو من الجشاء, وهو دليل الامتلاء من الطعام, "التنانير" جمع تنور وهو ما يخبز فيه.
المعنى: يقول هذا لبني الحارث بن كعب ومنهم النجاشي وكان يهاجيه فجعلهم أهل نهم وحرص على الطعام لا أهل غارة وقتال.
الإعراب: "ألا" الهمزة للاستفهام ولا النافية للجنس والحرفان للتوبيخ والإنكار, "طعان" =

<<  <  ج: ص:  >  >>