للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثاني: مقدر بفي. وضابطه أن يكون المضاف إليه وقع فيه المضاف نحو: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} ١.

قال المصنف: "وأغفل كثير من النحويين"٢ الإضافة بمعنى "في" وهي ثابتة في الكلم الفصيح بالنقل الصحيح. ا. هـ.

وعن عبد القاهر أن ثَم إضافة "تتقدر"٣ بفي, وذلك قولنا: "فلان نَبْتُ الغَدَر" والغدر: المكان الصلب.

ومذهب الجمهور أن الإضافة لا تتقدر بغير "من, واللام" ونحو: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} مقدر باللام عندهم على التوسع.

الثالث: مقدر باللام، وهو ما سوى النوعين المتقدمين، وتقدير اللام هو الأصل؛ ولذلك يحكم به مع صحة تقديرها وتقدير غيرها, نحو: "يد زيد"؛ ولذلك خصت بالإقحام في نحو:

يا بؤس للحرب٤...... ... ......................


١ من الآية ٣٣ من سورة سبأ.
٢ ب, وفي أ، جـ "وأعقل أكثر النحويين".
٣ أ، جـ, وفي "تقتدر".
٤ جزء من بيت لسعد بن مالك جد طرفة الشاعر, وهو من الكامل.
وتمامه:
..... التي ... وضعت أراهط فاستراحوا
الشرح: "يا بؤس للحرب" النداء للتعجب, والبؤس -الشدة- مهموز ويخفف, "وضعت" وضعتهم بالتخلف عن القتال، "أراهط" الرهط: ما دون العشرة من الرجال, لا يكون فيهم امرأة.
المعنى: إن لم تنصر قومك الآن, فلن تدخر نصرك.
الإعراب: "يا بؤس" يا حرف نداء وبؤس منادى منصوب لأنه مضاف, "واللام" زائدة تقوية للاختصاص, "والحرب" مضاف إليه، وهذا النداء تعجبي, "التي" اسم موصول مبني في محل جر نعت للحرب, "وضعت" وضع فعل ماض والتاء للتأنيث والفاعل ضمير مستتر تقديره هي يعود إلى الحرب, "أراهط" مفعول به لوضعت والجملة لا محل لها من الإعراب صلة "التي", فاستراحوا "الفاء عاطفة" "استراح" فعل ماض وواو الجماعة فاعل والجملة معطوفة على وضعت. الشاهد: "يا بؤس للحرب" أصله: يا بؤس الحرب, فاقتحمت اللام بين المتضايفين تقوية للاختصاص.
مواضعه: ذكره ابن هشام في مغني اللبيب ١/ ١٨١، وابن يعيش ٤/ ٣٦، وفي الحماسة لأبي تمام ص١٩٧، والخصائص ٣/ ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>