للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أيضًا متسائلًا ومجيبًا:

"من دار حول أفريقية؟ فاسكودي جاما. ومن كشف أمريكا؟ خريستوف كولومبوس". ثم قال: "ومن السهل أن ندرك أن هذين الكشفين اللذين فاقا جميع ما تقدمهما، قد نما على أيدي بخارة من العرب، وكان تحقيقهما متعذرًا بدون ارتقاء علم الجغرافية عند العرب "أي المسلمين" وتم هذان الكشفان العظيمان بعقول العرب وموادهم وأشخاصهم" إلى آخر ما قال هذا العالم المنصف.

الفلك:

وكان للمسلمين نشاط جم في علم الفلك.

قال "دلامير" في تاريخ هذا العلم١:

"إننا إذا أحصينا راصدين أو ثلاثة من الروم رحنا نعد كثيرين من العرب "المسلمين" في هذا الفن، مما دل على بعد غورهم في علم الأفلاك".

ونقل نظير ذلك غوستاف لوبون عن "دولنير" ولكن بدل الروم الأغارقة٢. وقال "بيكوردين"٣:

"نشأت مكانة علم الفلك عند العرب "أي المسلمين" من توسع الرياضيين منهم في الحساب؛ لأنهم اخترعوا أساس حساب المثلثات، وحقق العرب طول محيط الأرض بما كان لهم من الأدوات، وأخذوا ارتفاع القطب ودورة كرة الأرض المحيطة بالبر والبحر، وحققوا طول البحر المتوسط الذي قدره بطليموس بـ"١٢" درجة فارجعوه إلى أربع وخمسين أولًا، ثم إلى "٤٢" درجة أي: إلى الصحيح من مقداره تقريبًا".


١ نقلًا عن كتاب الإسلام والحضارة العربية لمحمد كرد علي.
٢ حضارة العرب لغوستاف لوبون.
٣ نقلًا عن: الإسلام والحضارة العربية.

<<  <   >  >>