ووجد الرجل أن المرأة قد ولدت غلاما وفطمته. ثم دفعن إليه الغلام فسماه عوفا, فشرف وساد قومه, وهو عوف الأصم١.
١٩- راية غدر:
والذي يثلج الصدر ويشفي النفس من مآثر عكاظ، مشهد نستطيع أن نفيد فيه درسا بليغا, ومثالا فعالا, وأسلوبا ناجحا في محاربة الخائنين، ووددت -والله- لو أخذنا به في أيامنا العصيبة هذه، واحتذينا مثاله، إذًا لبقي كل ساعٍ في فساد يذوق الموت ألوانا حتى يلاقي ربه بالموت المريح. قال المرزوقي:
"كانوا إذا غدر الرجل أو جنى جناية عظيمة، انطلق أحدهم حتى يرفع له راية غدر بعكاظ، فيقوم رجل فيخطب بذلك الغدر فيقول: "ألا إن فلان بن فلان غدر, فاعرفوا وجهه ولا تصاهروه ولا تجالسوه ولا تسمعوا منه".
فإن أعتب وإلا جعل له مثل مثاله في رمح, فنصب بعكاظ فلعن ورجم!! وهو قول الشماخ:
ذعرت به القطا ونصبت عنه ... مقام الذئب كالرجل اللعين"