وهي خطوة حاسمة موفقة في السياسة السلبية لمحاربة الرذائل، ما أظن أن أحدا اهتدى إليها قبل العرب ولا بعدهم.
لم يغفل العرب في عكاظ أن يرفعوا مقابل ذلك راية وفاء لمن أتى مكرمة كلفته المغارم ثم مضى فيها ولم ينكص، فقد ذكروا: أن عامر بن جوين رفعت له كندة راية غدر في صنيعه بامرئ القيس بن حجر في وجهه إلى قيصر، ورفعت له فزارة راية وفاء في صنيعه بمنظور بن سيار حيث أقحمته فصار بماله وإبله وأهله إلى الجبلين, فأجاره عامر ووفى له, وصار الناس بين حامد له وذام١.
٢٠- داعية الإسلام:
وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد مبعثه بثلاث سنين في عكاظ، يدعو الناس إلى الخير والهدى والسعادة. وقد لزمه منذ قيامه بالدعوة حزن عميق على قومه الذين كفروا بنعمة الله، وآلمه ألا يراهم مسارعين إلى ما به صلاحهم، فعزم ليقصدن المواسم وليأتين فيها القبائل، كل قبيلة بمنزلها، وكل جماعة في حيهم، يعرض عليهم هذا