الدين الجديد. ولقد حرص الحرص كله على أن يهتدوا، وكان أسفه يشتد كلما ألحّ قومه بالصدّ، قام في عكاظ يقول:
"يا أيها الناس, قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا وتنجحوا" ويتبعه رجل له غديرتان كأن وجهه الذهب, وهو يقول:
"يا أيها الناس, إن هذا ابن أخي, وهو كذاب فاحذروه".
فعرف الناس أن هذا "الصادّ عن سبيل الله" هو عمه أبو لهب بن عبد المطلب، يكذبه كلما قال كلمة الحق.
عاود الدعوة مرارا فلم يُجَب ولم ييأس, ورجا أن يجد فيهم الحامي والمجير على الأقل إذ لم يجد المجيب، فكان يقول للحي في موسم عكاظ:
"لا أكره منكم أحدا على شيء. من رضي الذي أدعوه إليه قبله، ومن كرهه لم أكرهه. إنما أريد أن تحوزوني مما يراد بي من القتل، فتحوزوني حتى أبلغ رسالات ربي ويقضي الله لي ولمن صحبني بما شاء" ١.
كان الناس يعجبون من أمره وأمر عمه، وهم بين راضٍ وغاضب