٢ يقول ديكارت في التأمل الثالث: "إن من الأمور الواضحة البينة للغاية عند كل من يمعنون النظر في طبيعة الزمان، أن حفظ جوهر ما في كل لحظات مدته، يحتاج إلى عين القدرة وإلى عين الفعل اللازمتين لأحداثه أو لخلقه من جديد، إذا لم يكن بعد موجزا" ""التأملات" ترجمتنا العربية، الطبعة الثانية ١٩٥٦، ص١١٥". وواضح هنا أن ديكارت يتصور الزمان منفصلا ومنقسما في الواقع, وإذا كان الأمر كذلك فالقدرة اللازمة لإبقائنا لا بد أن تكون مكافئة للقوة اللازمة لخلقنا في أي برهة من الزمن, ولا شيء يمكن أن يدوم إلا بخلق متجدد. ومن المعلوم أن "برجسون" سينقد هذا التصور للزمان، ويرى أن "الديمومة" هي الزمان الحي, فهي لا تقبل التجزئة، وما "اللحظات" إلا تجريدات ميتة لا حياة فيها "برجسون: "المعطيات المباشرة للوعي"".