للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى بالنسبة للوضعية نفسها, فإن كونت مدين بعدد من آرائه المحورية فيها للمفكر الاشتراكي الفرنسي سان سيمون, الذي عمل كونت كسكرتير له في بداية نشاطه. من الناحية المنهجية، استقى كونت مفاهيمه عن السببية من فلاسفة القرنين الثامن عشر, وأوائل التاسع عشر مثل هيوم وكانت. هذا علاوة على أن علماء الاجتماع المعاصرين لا يختلفون حول فضل العلامة عبد الرحمن بن خلدون في وضع الأسس العلمية الأولى لعلم الاجتماع, مما يشكك في الادعاء الآخر لكونت بأنه كان أيضا مبتكر علم الاجتماع١.

يقول كونت: إن الحالات الثلاث المقصودة هي: اللاهوتية والميتافيزيقية والوضعية "الأولى هي نقطة الانطلاق الضرورية للفهم البشري، والثالثة هي حالته الثابتة والنهائية، أما الثانية فمجرد مرحلة انتقالية"٢.

الحالة اللاهوتية هي ذلك المنهج الذي كان الإنسان البدائي يتبعه في فهم الكون عامة, ومحاولة تفسير الظواهر المحيطة به خاصة, وذلك بإرجاعها إلى إرادة الآلهة والأرواح الخفية, أو أية كائنات مطلقة تفوق الطبيعة.

يرتب كونت على ذلك أن التفسير اللاهوتي البدائي هو تفسير خرافي يناسب الحياة الإنسانية في بدء تطورها حيث كان الإنسان عاجزا عن تفسير الكون


١ Jean Touchard, et. al., Histoire Desldees Politiques ٢, ٧eedition, paris i٩٧٥ (ire ed. ١٩٥٩) , pp. ٦٦٨, ٦٦٩; Harry Elmer Barnes, ed, An Introduction To the History of Sociology, Abridged ed, Chicago London ١٩٦٦ first publ. (i٩٤B) , pp. ٢٥, ٧٢-٧٤.
كذلك انظر فيما يلي ص.
٢ Auguste Comte, Gours de Philosophic Positive, Paris ١٨٤٠-٤٢, tranlated as: The Positive philosophy of A. Comte by H. Martineau, London ١٨٥٣. Rperoduced by Henry D. Aiken,The Age of Ideology (The ١٩th Contury Philoso phers) , New York ١٩٥٦, pp. ١٢٤ ff., ١١٨ff.;
محمود قاسم, المنطق الحديث ومناهج البحث, مرجع سابق, ص٣٩٨ وما بعدها.

<<  <   >  >>