للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم تشرح الماركسية المقصود من كملة مادة فتبين أن عالم الواقع المكون من الطبيعة والمجتمع يشتمل على أشياء يمكن رؤيتها أو لمسها أو قياسها تسمى كل منها مادة تمييزا لها عنن جونب أخرى لا يمكن رؤيتها أو لمسها أو قياسهاوإن كانت موجودة مثل الأفكار والعواطف والرغبات والذكريات والتي تسمى الجوانب الفكرية للإنسان، وهي غير مادية. معنى ذلك أن كل ما هو موجود ينقسم إلى مجالين مادي وفكري "أو مثالي". ويمكن التعبير عن ذلك أيضا بالقول أن للواقع ومادي ووجه مثالي١.

على نفس المنوال، هناك مفهومان لكلمة مثالية. فالمفهوم الأخلاقي يرى أن المثالية أو المثال هو الغرض السامي الرفيع الذي يختلف عن الأغراض الأنانية الضيقة. كما تستعمل كلمة مثالي بشكل خاطئ أحيانا لتدل على الإنسان الذي يضحي بنفسه من أجل فكرة أو قضية ما.

أما المفهوم الفلسفي والدقيق لكلمة مثالية فيختلف عن ذلك تمام الاختلاف. فكلمة مثالي كما سبقت الإشارة مشتقة من مثال التي كان أول من استعملها الفيلسوف الأغريقي أفلاطون بمعنى "الصورة الفكرية التي توجد على منطها الأشياء المادية". من هنا ترجمت الكلمة ومشتقاتها في اللغات الأوروبية أما بالأفكار أو المثل. من هنا ترجمت الكلمة ومشتقاتها في اللغات الأوروبية أما بالأفكار أو المثل. والمثالية تنظر إلى الكون المادي من خلال الذات العارقة، وتعلق وجود الطبيعة المادية على جود العقل الذي يدركها.

ترى الماركسية إن دعاة الفلسفات المثالية قد استغلوا ذلك الخلط بين المفهومين الأخلاقي والفلسفي ليخلعوا على أنفسهم صفات لا يتمتعون بها. فاستنادا إلى تفسيرهم العالم بوجود الفكرة أو الروح قبل المادة، يدعون أنهم


١ المرجع السابق، ص٩، ف كيللي، م. كوفالزون، المادية التاريخية، مرجع سابق، ص٥٤٧، وما بعدها، جورج بوليتزير، المادية والمثالية في الفلسفة، مرجع سابق، ص١٦، ١٧.

<<  <   >  >>