للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن الجلي أن البحوث الاجتماعية قد أسهمت بنتائج هامة خدمة للعمل التشريعي, وخاصة في مجالات بحوث الزواج والطلاق والجريمة والأحداث والحياة الحضرية والريفية. ليس هذا فقط, وإنما أسهمت الدراسات الاجتماعية أيضا بالإضافة إلى دراسات علم الأجناس في مجال الحضارات والثقافات الأجنبية، بمعلومات قيمة لا غنى عنها للتوجيه الفعال للعلاقات الخارجية١.

ليس أدل على العلاقة الوثيقة بين الاجتماع والسياسة من نشوء علم جديد يجمع بين الاثنين, تعبيرا عن تزايد أهمية المدخل الاجتماعي في الدراسات السياسية. ذلك العلم هو الاجتماع السياسي الذي يرى بعض العلماء مثل شفار تزنبيرج أن مؤسسيه الأوائل الكبار هم أرسطو وماكيافللي ومونتسكييه الذين, وإن لم يستخدموا نفس الاسم المعاصر للعلم, فإنهم كانوا على دراية بموضوعه ومنهجه وقوانينه٢.

تتبع علماء آخرون مثل بريلو تلك الصلات الوثيقة بينهما منذ بدأ التمييز بين ما هو سياسي وما هو اجتماعي في كتابات عالمي السياسة جان بودان وألثوسيوس، ثم إصرار كل من جروشيوس ولايبنتز على وجود علاقات اجتماعية منفصلة عن علاقات الدولة.

والمقصود بالانفصال هنا طبعا هو بدء الوعي بوجود نوع جديد, ومميز من العلاقات يحتاج إلى التصنيف والدراسة٣.


١ Dyke, pp. ١٢٥-١٢٧.
٢ Roger Gerard Schwartzenberg, Sociologie Politique Paris ١٩٧١, pp. ٢-٥.
٣ Marcel Prelot, La Science Politique, op. cit., pp. ٣٣, ٣٤.

<<  <   >  >>