للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقودنا هذا إلى الاستنتاج بأن المناهج الكيفية تستخدم في معالجة معظم الموضوعات التي يتعرض لها علماء السياسة بالبحث. بينما يلجئون إلى المناهج الكمية في المسائل المتعلقة أساسا بالوحدات النمطية الكبيرة العدد كالناخبين.

من ناحية أخرى, يرجح الاعتماد على النتائج المتحصلة من استخدام المناهج الكمية وليس الكيفية, لكن يتحتم إدراك أن المنهج -أيا كان ومهما بلغت دقته- ليس عصا سحرية، وأن أفضل المناهج لن تعطي الثمار المرجوة ما لم يكن استعمالها معتمدا على باحث يعرف طريقه إلى هدفه المحدد, معتمدا على سعة أفقه وقدرته الإبداعية.

لهذا قد تساعد الأسئلة المطروحة أكثر من المناهج المستعملة على كشف مدى نفوذ وأصالة العلماء الباحثين, إذ إن مشكلة البحث العلمي ليست دراسة أية حقائق مهما كان مستواها أو تجميع معلومات عامة متفرقة، وإنما هي دراسة حقائق ومعلومات تخدم هدفا محددا طموحا وذا مغزى في نفس الوقت.

إذا توفرت تلك العوامل فقد يتوصل هؤلاء الأذكياء إلى استعمال, أو تطوير مناهج -ربما تكون كمية- بدت حتى ذلك الحين غير ضرورية, أو لا علاقة لها بالموضوع.

<<  <   >  >>