للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ابني إن من الرجال بهيمة ... في صورة الرجال السميع المبصر

فطن بكل مصيبة في ماله ... فإذا أصيب بدينه لم يشعر

هذا حال أغلب خواصنا إلا القليل الذي وفقه الله وقليل ما هم. فما بالك بعوامنا فغم كما قال القائل:

لم يبق من جل هذا الناس باقية ... ينالها الوهم إلا هذه الصور

وكما قال الثاني:

واعلم بأن عصبة الجهال ... بهائم في صور الرجال

وكما قال الثالث:

لاتخدعنك اللحى ولا الصور ... تسعة أعشار من ترق بقر

تراهم كالسحاب منتشرا ... وليس فيه لطالب مطر

في شجر السرو منهم منتشرا ... شبه له رواء وما له ثمر

وكما قال الرابع:

لا بأس بالقوم من طول ومن غلظ ... جسم البغال وأحلام العصافير

وأحسن من هذا كله قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} فلذلك ترى غالب الناس اليوم إلى أوضاع القوانين البشرية الشيطانية أميل وأطوع منهم إلى أوضاع القانون الإلهي. والوحي السماوي. وترى المتشدقين المتحذلقين الذين يزعمون أنهم يريدون ترقية الأمة ولم شعثها. وضم شملها، بأفكارهم الفاسدة، وآرائهم الكاسدة، وسياساتهم المخالفة المنابذة لسياسات الشريعة الحقة الصادقة. لا يقومون مقاما ولا يجلسون مجلسا إلا حثوا فيه الناس أتباع

<<  <   >  >>