ولعل الرجل المبهم هو عمرو بن ديناركما تقدم ولولا ما في طريق عمر بن محمد الأول من شدة الضعف لقلت أن عمر سمع هذا الحديث أولا بواسطة هذا الرجل ثم سمعه بعد ذلك من سالم لأنه روى عن سالم في الصحيحين ذكر ذلك الحاكم (راجع نسخة المخطوطة ١/٢٤٦/ ١، ب) وهو من عائلة عمر بن الخطاب كما هو معروف. أو أنه سمعه أولا من سالم ثم سمعه بعد ذلك من هذا الرجل فحدث به على الوجهين قاصدا- بذكر هذا الرجل- الإشارة إلى أنه رواه معه عن سالم غيره. ولعلل الدارقطني لما قال فعاد الحديث إلى عمرو بن دينار غفل عن رواية محمد بن واسع دل على هذا قوله في الإفراد عقب حديث عمر بن محمد غريب من حديث عمر بن محمد عن سالم عن أبيه عن جده وإنما يعرف هذا من حديث عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم ولم يأت في كلامه في الكتابين ذكر لرواية محمد بن واسع- وطريق عمرو بن دينار مع طريق محمد بن واسع كافيان في جعل الحديث حسنا لغيره. والله اعلم. وله شاهدان من حديث عبد الله بن عمر وابن عباس رضي الله عنهم. فحديث عبد الله بن عمر أخرجه الحاكم (المستدرك ١/ ٥٣٩) من طريق مسروق بن المرزبان عن حفص بن غياث عن هشام ابن حسان عن عبد الله بن دينار. قال الحاكم:" هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ". وقال الذهبي:" مسروق بن المرزبان ليس بحجة ". == وأخرجه من طريق آخر العقيلي (الضعفاء الكبير ٣/ ٣٠٤) وابن عدي (الكامل ٥/١٧٤٥) والحاكم (المستدرك ١/ ٥٣٩) وذلك من طريق عمران بن مسلم المكي. قال الذهبي قال البخاري عمران منكر الحديث (راجع التاريخ الكبير ٦/ ٤١٩ والمستدرك ١/ ٥٣٩) . وحديث ابن عباس أخرجه ابن السني (عمل اليوم والليلة ٧٧) وفيه نهشل بن سعيد متروك (التقريب ٥٦٦) والضحاك بن مزاحم لم يلق ابن عباس (المراسيل لابن أبى حاتم٩٤) .