للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الكلام أي تحسينه وتقويمه وتهيئته، وقد يستغني عن الصياغة المتمرسون من الخطباء ممن يرتجلون خطبهم ارتجالا بعد طول إعداد. ثم ومع كثرة الإلقاء والإعداد يستظهر الخطيب جمعا كبيرا من النصوص ويتمرس على قدر غير قليل من فنون الكلام، وكلما ترقى في درجات الاستظهار والاستشهاد والتمرس على أساليب الخطبة كلما قلت طلبته إلى الإعداد والصوغ لاسيما إن قوّم ما ألقاه من كافة الوجوه اللغوية والخطابية والفنية والنفسية.

وعليه فلا بد أن تكون لدى الخطيب ملكة التقويم والنقد الذاتي، يزن كلامه قبل التلفظ به، ثم يراجع ما قاله بروح ناقدة مستبصرة مستعينا بذوي العلم والخبرة ممن سبقوه.

ولا بد للخطيب وهو في طور التدرب على إعداد الخطبة من تحقيق أجزاء الخطبة وشروط كل جزء.

وأجزاء الخطبة ثلاثة:

١- المقدمة. ٢- العرض. ٣- الخاتمة.

فمن شروط المقدمة:

١- أن تستهل بحمد الله جل وعلا والثناء عليه، ثم الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الافتتاح الإيماني هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم قدوة الخطباء والمصلحين ورسول رب العالمين، قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ((وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخطب خطبة إلا افتتحها بحمد الله ... وكان يخطب قائما ... وكان يختم خطبته بالاستغفار)) (١) .

٢- أن تكون متصلة بموضوع الخطبة تمهد له.


(١) زاد المعاد ١ / ١٨٦

<<  <   >  >>