للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يفعلون" (١)) ) (٢)

وفي التقويم وفق هذا المعيار تلاحظ ثلاثة أمور جوهرية: اللبس والزي والهندام المناسب، المظهر العام، السمت والوقار ومدى تطابق القول والفعل.

٥- الشرف والفضل:

على الخطيب أن يثبت فضيلة نفسه ضمنا، لأن الناس لا تتأثر ولا تأخذ إلا عمن اتسم بالفضل والألفة أو التفوق أو المعرفة، فالنفوس مجبولة على التأثر بمن له ميزة يتفوق بها.

ومما يستدل على أثر الشرف والفضل ما قصه الله علينا من قصص طائفة من أنبيائه فنوح عليه السلام يمهد لدعوته قومه بقوله: {أُبَلغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لكُمْ وَأَعْلمُ مِنْ اللهِ مَا لا تَعْلمُونَ} (٣) ولا ينصح إلا صاحب فضل وعلم في الأغلب وعلى جارى السنة، وانظر كيف أشعرهم هذا النبي الكريم بتميزه عنهم بقوله {وَأَعْلمُ مِنْ اللهِ مَا لا تَعْلمُونَ} فهو يثبت لنفسه العلم وينفيه عنهم! ليأخذوه عنه.

وهود عليه الصلاة والسلام قال لقومه: {أُبَلغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا


(١) أحمد: المكثرين (١١٧٦٦) ، وشعب الإيمان للبيهقي ٢ / ٢٨٣ (١٧٧٣) ، وقال المنذري في الترغيب والترهيب ١/٧٢ (٢٠٧) رواه البخاري ومسلم واللفظ له، وقد رجعت إلى الصحيحين ولم أجده فلعله توهم. قال في مجمع الزوائد ٧ / ٢٧٦ للحديث روايات رواها كلها أبو يعلى والبزار ببعضها والطبراني في الأوسط، وأحد أسانيد أبي يعلي رجاله رجال الصحيح.
(٢) المغني للمقدسي ٣/ ١٨٠
(٣) الأعراف: ٦٢

<<  <   >  >>