للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التفضيل إذا وقع خبراً تحذف١ عنه أداة التفضيل قياساً٢، ومنه: الله أكبر، وقول الشاعر:

دعَائِمُهُ أَعَزُّ وَأَطْوَلُ ٣

فكلمة (من) في أمثال ما ذكر متعلقة بما يتضمنه اسم التفضيل، وقوله (قد يختص مواقعه بلطائف) ٤ لفظة (قد) فيه تستعار٥ للتكثير، كما في قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السِّمَاء} ٦ وقول الشاعرِ٧:


١ في (د) يحذف.
٢ انظر شرح الحماسة ١/١٥٧، فقد قال: "وأفعل الذي يتمّ بمن يحذف منه "من" في باب الخبر دون الوصف، وساغ ذلك لأن الخبر كما يجوز حذفه بأسره لقيام الدلالة عليه يجوز حذف بعضه أيضاً له".
وانظر كتاب المغرّب في ترتيب المعرب للمطرزي ص ٥٣٠، فقد أورد المثالين المذكورين.
٣ هذا عجز بيت للفرزدق وتمامه:
إن الذي سمك السماء بنى لنا
بيتاً دعائمه أعز وأطول
ديوان الفرزدق بشرح مجيد طراد ٢٠٩.
٤ سقط من (م) : مواقعه بلطائف.
٥ في (ب) : مستعار.
٦ الآية ١٤٤ من سورة البقرة.
٧ البيت لعبيد بن الأبرص، وهو في ديوانه بشرح أشرف أحمد عدرة ص ٥٦ ونسبه سيبويه إلى الهذلي دون تحديد بشخص معين، ٤/٢٢٤، وقال المحقق في هامشه "والهذلي هذا هو شماس كما ذكر الشنتمري، ولم أجد له شعراً ولا ذكراً في الهذليين، والحق أن البيت لعبيد بن الأبرص..".
وقد نسبه كذلك البغدادي إلى عبيد في خزانته ١١/٢٥٦-٢٥٧، وذكر في ص ٢٥٣، أن البيت من الشواهد "على أن قد مع المضارع تكون للتكثير في مقام التمدح والافتخار، قال سيبويه: وتكون قد بمنزلة ربّما، وأنشد البيت، وقال: كأنّه قال: ربّما. وأراد بربّما وأراد بربّما التكثير، ونقله عنه ابن هشام (في المغني) وقال: الرابع من معاني قد التكثير، قاله سيبويه في قول الهذلي: قد أترك القرن مصفراً أنامله، وقاله الزمخشري في: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} قال: أي: ربّما، ومعناه تكثير الرؤية. ثم استشهد بالبيت) الخزانة ١١/٢٥٣.

<<  <   >  >>