والسلخ والنسخ والمسخ والاهتدام؟ الخ، وكل مصطلح من هذه يشير إلى درجة من درجات الأخذ والسرقة.
وحين التفت النقاد (أو البلاغيون) إلى السياق الشكلي في التأليف وجدوا مصطلحهم جاهزاً في صناعة الصياغة أو الحياكة، ذلك لأننا نمر عبر القرون على ربط الشعر بهذه الصنائع ومحاكاته بها (كذلك قال الجاحظ وعبد القاهر وغيرهما) ولهذا نجد في هذه المصطلحات مثل التفويف والتسهيم والترصيع والتطريز والتوشيع وأشباه ذلك. وتبدو حاجة النقاد إلى المصطلح لتسمية كل جزئية في الشعر من هذا المثال الآتي: ومجمله ان أبا العلاء المعري حين قرا قول المتنبي:
يرد يداً عن ثوبها وهو قادر ... ويعصي الهوى في طيفها وهو راقد سمى هذا باسم " الطاعة والعصيان " وفسره بقوله " أن يريد المتكلم معنى من معاني البديع فيستعصي عليه لتعذر دخوله في الوزن الذي هو آخذ فيه، فيأتي موضعه بكلام يتضمن معنى كلامه ويقوم به وزنه ويحصل به معنى من البديع غير المعنى الذي قصده، كهذا البيت الذي ذكرته للمتنبي فإنه أراد ان يكون في البيت مطابقة فيحتاج لأجلها ان يقول " يرد يداً عن ثوبها وهو مستيقظ؟ فلم يطعه الوزن فأتى بقادر مكان مستيقظ لتضمنه معناه، فإن القادر لا يكون إلا مستيقظاً، وزيادة فقد عصاه في البيت الطباق، وأطاعه الجناس لأن بين قادر وراقد تجنيساً عكسياً " (١) ورغم دقة ما يريد المعري أن يتوصل إليه نجده وضع مصطلحاً لشيء جزئي جداً قد لا يتكرر في الشعر، ويحتاج الكشف عنه إلى الفحص الطويل.
إن تطور المصطلح واتساعه أمر ملحوظ خلال العصور، ولكنه لم يخدم