كذلك إلى ان يظل لقضية السرقة هذا المقام الكبير في النقد الأدبي؛ وكان هذا يعني ان " قضية السرقة " ما كان من حقها ان توجد، لأنها استطاعت ان تتحول بالنقد في وجهة غير مثمرة أبداً.
هذه أربعة نماذج من القضايا الكبرى التي تناولها النقاد العرب، أحببت أن أرسم خطوطها العريضة للقارئ، عسى ان يجد في ذلك معيناً له على التصور الكلي للقضايا النقدية التي جاء الحديث عنها بحسب المنهج التاريخي مفرقاً في صفحات هذا الكتاب.
ولست بحاجة إلى القول بعد ذلك عن كل نقد عند أية أمة فإنه صورة للنماذج الشعرية (أو النثرية) عند تلك الأمة، فإذا لم تتسع آفاق النقاد العرب إلى ما هو أبعد من القضايا التي طرحتها تلك النماذج فليس هذا ذنبهم؛ ولهذا يمكن أن يقال إن الذين درسوا كتاب الشعر لارسططاليس لم يستطيعوا أن يؤثروا إلا تأثيراً ضئيلاً في تاريخ النقد عند العرب، لا لأنهم لم يزاولوا النقد بأنفسهم وحسب، بل لان الكتاب الذي اختاروه، رغم ما له من قيمة بالغة، كان يتحدث عن نماذج لا يعرفها الشعراء العرب، ولا تعرفها جمهرة النقاد.