للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ليس بفحل، ولو قال مثل قوله " أليلتنا بذي حسم أنيري " خمس قصائد لكان أفحلهم (١) . وقال: سالت الأصمعي عن عمرو بن كلثوم، أفحل هو: فقال: ليس بفحل، قلت: فأبو زبيد؟ قال: ليس بفحل، قلت: فعروة بن الورد؟ قال: شاعر كريم وليس بفحل. قلت: فالحويدرة؟ قال: لو كان قال خمس قصائد مثل قصيدته - يعني العينية - كان فحلاً. قلت: فحميد بن ثور؟ قال: ليس بفحل. قلت: فابن مقبل: قال: ليس بفحل؟ قلت: فابن أحمر الباهلي: قال: ليس بفحل؟ قلت: فكعب بن جعيل؟ قال: أظنه من الفحول ولا أستيقنه. قلت: فحاتم الطائي؟ قال: حاتم إنما يعد في من يكرم، ولم يقل إنه فحل في شعره. قلت: فمعقر بن حمار البارقي حليف بني نمير؟ قال: لو أتم خمساً أو ستاً لكان فحلاً؟ قلت: فكعب بن سعد الغنوي؟ قال: ليس من الفحول إلا في المرئية فإنه ليس مثلها في الدنيا؛ قال: وسألته عن خفاف بن ندبة وعنترة والزبرقان بن بدر فقال: هؤلاء اشعر الفرسان؟ ولم يقل إنهم فحول. قلت: فالأسود بن يعفر النهشلي: قال: يشبه الفحول؟ قلت: فأوس بن مغراء الهجيمي، قال: لو كان قال عشرين قصيدة لحق بالفحول، ولكنه قطع به. قلت: فكعب بن زهير بن أبي سلمى؟ قال: ليس بفحل، قلت: فزيد الخيل الطائي؟ قال: هو من الفرسان؟ الخ (٢) .

يتجلى لنا في هذا النص أن الفحولة صفة عزيزة، تعني التفرد الذي يتطلب:

(أ) غلبة الشعر على كل صفات أخرى في المرء، فرجل مثل حاتم قد يقول قصائد ولكنه يعد في الاجواد ولا يسمى فحلاً لان الشعر لا يغلب عليه؛ وكذلك أشباه زيد الخيل وعنترة، فإنهم فرسان يقولون شعراً، وحسب.


(١) الموشح: ١٠٦.
(٢) الموشح ١٠٦، ١١٩ - ١٢٠.

<<  <   >  >>