للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفي رواية لمسلم "فقلت يا رسول الله أفلا أحرقته" ١

ويقول الإمام النووي عن الروايتين: "كلاهماصحيح: فطلبت أن يخرجه ثم يحرقه والمراد إخراج السحر"٢.

وفي رواية عمرة عن عائشة "فنزل رجل فاستخرجه" وفيه من الزيادة أنه "وجد في الطلعة تمثالاً من شمع تمثال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا فيه إبر مغروزة، وإذابه وتر فيه إحدى عشرة عقدة فنزل جبريل بالمعوذتين فكلما قرأ آية انحلت عقدة وكلما نزع إبرة وجد لها ألما ثم يجد بعدها راحة" ٣

وجه الاستدلال: الحديث كما نرى يروي واقعة سحره عليه الصلاة والسلام ابتداءً من تغيرعادته صلى الله عليه وسلم حتى إنه يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله وانتهاءً بقراءة المعوذتين وحل العقد ونزع الإبر وما بين ذلك من دعائه صلىالله عليه وسلم ثم نزول الملكين ونقاشهما فيما حصل له صلى الله عليه وسلم ثم ذهابه إلى البئر في جماعة من أصحابه وإخبار عائشة فيما حصل. وطلبها رضي الله عنها استخراجه، قوله صلى الله عليه وسلم "إن الله شفاني" كل هذا لا يكون إلا فيما له حقيقة وأثر بيّن٤.

٢


١ رواه مسلم في كتاب السلام باب السحر. صحيح مسلم بشرح النووي ج١٤ ص١٧٧ (المتن)
٢ صحيح مسلم بشرح النووي ج١٤ ص١٧٧ (الشرح)
٣ فتح الباري ج١٠ ص ٢٣٠
٤ انظر: التفسير القيم ص ٥٧١ والتفسير الكبير للرازي ج٣ص٢١٣، وشرح النووي على صحيح مسلم ج١٤ ص١٧٤ وتفسير القرطبي ج٢ص٢١٣.

<<  <   >  >>