للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وإنَّ عليكم من ذلك الطاعة غير المبزوزة١، ولا المستكثر بها. ولا المخَالِف سرُّها علانيتها".

وقال عطية العوفي٢: "هذه الآية كقوله -تعالى-: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ} ، وقوله: {وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} كقوله: {وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} " [طه: ١٣٢] .

وعن زيد بن أسلم٣: في قوله -تعالى-: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْض} : قال: "أرض المدينة". {أَقَامُوا الصَّلاةَ} : قال: "المكتوبة". {وَآتُوا الزَّكَاةَ} : قال: "المفروضة". {وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوف} : قال: "بلا إله إلاَّ الله". {وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} : قال: "الشرك بالله". {وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُُمُورِ} : قال: "وعند الله ثواب ما صنعوا"٤.

ويقول ابن جرير٥ - رحمه الله تعالى - في تأويل قوله -تعالى-:

{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ


١ المبزوزة: من بزّ قرينه، بزّاً، وبزّة، غلبه. والشي نزعه وأخذه بجفاء وقهر.
انظر: تفسير ابن كثير ٣/٢٢٦، توفيق الرحمن في دروس القرآن ٣/١٠٧، المعجم الوسيط ١/٥٤
٢ هو: عطية بن سعيد بن جنادة الجدلي العوفي الكوفي، أبو الحسن، صدوق يخطئ كثيراً، مدلساً من الثالثة، مات سنة إحدى عشرة.
تقريب التهذيب ص٢٤٠، شذرات الذهب ١/١٤٤
٣ هو: زيد بن أسلم العدوي، مولى عمر، أبو عبد الله، أو أبو أسامة المدني، ثقة عالم. وكان يرسل، من الثالثة، مات سنة ١٣٦هـ. كانت له حلقة للفتوى والعلم بالمدينة، له تفسير القرآن يرويه عنه ابنه عبد الرحمن.
تقريب التهذيب ص ١١١-١١٢، شذرات الذهب ١/١٩٤، سير أعلام النبلاء ٥/٣١٦
٤ فتح القدير ٣/٤٥٨، ابن كثير ٣/٢٢٦، زاد المسير ٥/٤٣٧
٥ هو: محمد بن جرير الطبري، الإمام الحبر، صاحب التفسير المشهور والتاريخ والمصنفات الكثيرة، سمع إسحاق بن إسرائيل ومحمد بن حميد الرازي وطبقتهما، وكان مجتهداً لايقلد أحداً، أثنى العلماء على تفسيره وعدوه من أفضل التفاسير. كانت ولادته سنة أربعٍ وعشرين ومائتين بآمل طبرستان، ووفاته في بغداد سنة ٣١٠هـ. شذرات الذهب ٢/٢٦٠

<<  <   >  >>