للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مأخوذة من "الصَّلْوَين" فهما موضعان في الإنسان يقوم عليهما الركوع والسجود، فلا ركوع ولا سجود بلا تحريك لهما، فأخذ اسم الصلاة منهما، كما أخذ اسم البيع من "الباعين" اللذين يمدهما البائع والمشتري١.

ثالثاً: الصلاة في القرآن:

لم يقصر القرآن الكريم إطلاق لفظ "الصلاة" على الصلوات الخمس المفروضة؛ بل أطلقه عليها وعلى غيرها، كما لم يقصر التعبير عن الصلاة المفروضة على لفظ "الصلاة" وحدها؛ بل عبَّر عن الصلاة المفروضة بألفاظ أخرى غير لفظ "الصلاة":

ففي المجال الأول: جاء لفظ "الصلاة" في القرآن مراداً به عِدَّة معانٍ:

الأول: الصلاة بمعنى الدعاء٢، -قال تعالى-: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} [التوبة: ١٠٣] أي ادع لهم.

الثاني: بمعنى الاستغفار٣، قال -تعالى-: {وَصَلَوَاتِ الرَّسُول}

[التوبة: ٩٩] أي استغفاره لهم.

الثالث: بمعنى بيوت الصلاة أو الكنائس٤، قال -تعالى-: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً} [الحج:٤٠] .


١ الصلاة في القرآن ص١٠، والصلاة للطيار ص ١٢
٢ بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي ٣/٤٣٧، ومنتخب قرة العيون النواظر ص ١٦١
٣ منتخب قرة العيون ٣/٤٣٨، إصلاح الوجوه والنظائر للدامغاني ص ٢٨٤، وكشف السرائر لابن العماد ص ١٠٦
٤ المراجع السابقة، ونزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص ٣٩٥

<<  <   >  >>