للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأحاديث الصحيحة، وقد طُبِعَ أكثر من مرَّة، ويشتمل على (١١٦صفحة) ١.

وقد أجاد استعمال السيف والبندقية وركوب الخيل في سِنٍّ مبكرة، وكان حاد الطبع دائم الحركة، لا يستقر في مكانٍ واحدٍ فترة طويلة٢.

وقد حباه الله ببنية قوية، وقامة مديدة، فكان يفوق أقرانه ويتفوق عليهم. واجتمع له مع قوة الجسم سلامة الرأي، فكان يشارك في الصلح بين القبائل وهو في الثالثة عشرة من عمره٣.

وقد كان للنشأة الدينية القويمة التي عاشها الملك عبد العزيز رحمه الله أثرٌ واضح، ونتائج ملموسة، فنراه يتمسَّك بالعقيدة، ويحض على التمسك بها في كل مناسبة، ويحافظ على أداء الفرائض قبل أن يحث غيره على التمسك بها، ويقرأ القرآن الكريم، ويستشهد بآياته، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال السلف الصالح، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويرغب في فضائل الأعمال ومكارم الأخلاق، ويلزم بها نفسه قبل أن يطالب بها غيره ليكون قدوة لغيره، ولذا وفَّقه الله، وآزره فيما سعى إليه٤.

وقد كان لمعايشته بعض الظروف التي مرَّت بأسرته وسقوط دولة آبائه آثار على نفسه منذ صغره حيث شحذت همته على استيعابها والاستفادة منها. جاء في معرض خطبته عام ١٣٥٨هـ وهو يتحدث عن أسباب سقوط الدولة السعودية الثانية، قوله:


١ المرجع السابق ص ٥٦ مع الحاشية.
٢ الملك الراشد ص ٣٢٢، لعبد المنعم الغلامي، دار اللواء، الرياض، ١٤٠٠هـ، والزركلي: شبه الجزيرة ١/٥٧
٣ د. سعود الدريب، مصدر سابق ص ١٠
٤ الدعوة في عهد الملك عبد العزيز ص ١/٦٠، والزركلي في مقدمة كتابه شبه الجزيرة ١/٢١

<<  <   >  >>