لعوامل الإخاء والتعاون. ولعل أهم معالم هذه النظرة الشاملة تبدو فيما قرره مؤتمر وزراء خارجية ثلاث وعشرين دولة إسلامية الذي انعقد في كراتشي سنة ١٩٧٠م وبحث موضوع إنشاء مصرف إسلامي دولي تساهم فيه جميع الدول الإسلامية ويستفاد منه في مشروعاتها الإنمائية، كما درس موضوع إنشاء وكالة أنباء إسلامية دوليَة تكون هي المصدر الرسمي لأنباء الوطن الإسلامي في العالم كله، كما بحث موضوع دعم المراكز الثقافية الإسلامية في العالم أجمع، وإنشاء مراكز إسلامية جديدة، كما درس موضوع تعميم الثقافة الإسلامية وترسيخ قواعدها وجعلها ثقافة عصرية حضارية تقيس على أسس ثابتة من القيم الإسلامية، كما كان موضوع الحق الإسلامي في فلسطين على رأس الموضوعات.
وهكذا يتضح لنا الفهم الحقيقي للإعلام على أنه قوة حضارية تتفاعل مع سائر القوى السياسية والاقتصادية والثقافية الأخرى، فجاء الاهتمام بإنشاء وكالة الأنباء الإسلامية حتى نتخلص من الاعتماد على الوكالات الأوروبية والأمريكية الدولية في استقاء أخبار العالم الإسلامي بوجه خاصِ والعالم الدولي بوجه عام، فالاستقلال الاقتصادي بإنشاء المصارف الإسلامية يسير جنباً إلى جنب مع الاستقلال الإعلامي بتقوية وكالة الأنباء الإسلامية التي أَقيمت في جدة، ثم تعزيز المراكز الثقافية الإسلامية في العالم كله للحفاظ على ذاتية الحضارة الإسلامية وتفردها باعتبار أن الأمة الإسلامية هي أمة متفردة في العالم كله.
لذلك يسعى الإعلام إلى تعزيز روح التضامن بين البلاد الإسلامية وتهيئة الجو لروح الوحدة، مع الاهتمام بإشاعة روح التعاون والمساواة التامة بين الدول الإسلامية في الحقوق والواجبات، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، واحترام سيادة كل دولة ووحدتها، وحل المنازعات بالطرق السلمية الإسلامية عن طريق التفاوض والمناقشات الودية الأخوية، وتعزيز المبادئ الإسلامية والعمل بمقتضاها، مع احترام حقوق الإنسان وفقاً لمبادئ الشريعة الإسلامية السمحة.
وينبغي على الإعلام الإسلامي أن يعمل على نشر اللغة العربية الفصحى بين الشعوب المسلمة وجعلها لغة التفاهم بين الجميع، على أن تخصص الصحف والإذاعات برامج مدروسة لتعليم اللغة العربية وتداولها بين المسلمين.