للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال أبو عبيد: هي الغضة (١) الرطبة، وأنشد (٢) :

إنما نحن مثل خامة زرعٍ ... فمتى يأن يأت محتصده والبيت للطرماح، أخذه ابن مناذر (٣) فقال:

وأرانا كالزرع يحصده الده؟ ... ر فمن بين قائمٍ وحصيد

وكأنا للموت ركب مخبو ... ن سراعاً (٤) لمنهل مورود والأرزة: شجرة معروفة وهي من أصلب الخشب؛ قال أبو عبيد: وأهل العراق يسمونها الصنوبر، وإنما الصنوبر ثمر الأرز. والمجذية: الثابتة القائمة، وكل ثابت على شيء فقد جذا عليه وأجذى، قال الشاعر (٥) :

إذا شئت غنتني دهاقين قريةٍ ... وصناجة تجذو على كل منسم والانجعاف: السقوط والانقلاع معروف، يقال جعفت الرجل: إذا صرعته؛ ومعنى الحديث، والله أعلم، أنه شبه المؤمن بالخامة التي تمليها الريح لأنه مرزأ في نفسه وأهله، وولده وماله، وأما الكافر فمثل الأرزة التي لا تمليها الريح، والكافر لا يرزأ شيئاً حتى يموت، وإن رزئ لم يوجد عليه (٦) ، فشبه موته بانجعاف تلك حتى يلقى الله بذنوبه كملا؛ ويروى حتى يكون انخعافها مرة، بالخاء المعجمة، والانخعاف والانخفاع: الضعف من جوع أو مرض (٧) .


(١) س: القضبة.
(٢) ديوان الطرماح، القصيدة الخامسة: ١١٠ وفيه " إنما الناس مثل نابتة الزرع متى.. البيت " وراجع أيضاً حماسة البحتري: ١٢٧.
(٣) ترجمة ابن مناذر في الاغاني ١٧: ٩ - ٣٠ والبيتان من قصيدة يرثي بها عبد المجيد الثقفي. أورد المبرد أكثر أبياتها في الكامل: ٧٤٧ - ٧٥٠ وانظرها في طبقات ابن المعتز: ٥١.
(٤) ص: مجيبون سراع.
(٥) هو نعمان بن نضلة، ولاه عمر ميسان، فقال أبياتاً يتمدح فيها بانهماكه في الشراب والسماع، فعزله عمر. والبيت في أمالي القالي ٢: ١٠، والسمط: ٧٤٥، والقصة والأبيات في البلاذري. وفي معجم ياقوت والبكري (ميسان) .
(٦) س: لم يؤجر عليه، وهي غير واضحة في ط؛ ولم يوجد عليه بمعنى لم يحزن عليه.
(٧) قال ابن الاعرابي: انخفعت النخلة: إذا انقطعت من أصلها وكذلك انخفعت (التاج: خفع) .

<<  <   >  >>