قال أبو عبيد: من أمثالهم في أقاصي التشبيه قولهم " إنه لأحذر من غراب " وقال الفراء يقال: " إنه لأزهى من غراب ". وقال أبو زيد: يقال " إنه لأبصر من غراب ".
ع: أما قولهم: أبصر من غراب فزعم ابن الأعرابي أن العرب تسمي الغراب " الأعور " لأنه مغمض أبداً إحدى عينيه مقتصر على الأخرى لقوة بصره. وقال غيره: إنما سمي أعور لحدة بصره على طريق التفاؤل، كما قالوا للفلاة مفازة. وأما قولهم " أحذر من غراب " فإنهم يحكون في رموزهم أن الغراب قال لابنه: إذا رميت فتلوص، قال: أنا أتلوص قبل أن أرمي. وأما قولهم " أزهى من غراب فلأنه إذا مشى [لا يزال] يختال وينظر إلى نفسه، قال الشاعر وهو خلف الأحمر في أبي عبيدة معمر بن المثنى (١) :
(١) انظر الشعر في الحيوان ٣: ٤٠٠ والدميري ١: ٣٤٧ والثاني من البيتين في الميداني ١: ٢٢١ والبيتان مع جملة أبيات في التصحيف: ١٤ قالها في هجاء الفيض بن عبد الحميد وقد ولي الوزارة، لأنه صحف كلمة.