للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

رأينا في الحاشية على كتاب الأمثال بخط المهلبي ما صورته: قال أبو محمد سلمة (١) من قال الحرب خدعة فمعناه أنه من خدع خدعةً فزلت قدمه عطب، فليس له إقالة، ومن قال خدعة أي أنها تخدع أهلها، ومن قال خدعة فهي تخدع، وإذا خدع أحد الفريقين صاحبه فكأنما خدعت هي.

قال أبو عبيد الله الزبيري: هي عندنا خدعة، وحدثنا قال: حدثني سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله يقول: قال سمعت رسول الله عليه الصلاة السلام يقول: الحرب خدعة، قلت: أتراها محكية؟ قال: نعم> (٢) .

ع: الدمن جمع دمنة وهي المواضع الذي يجتمع فيه الغنم، فتتلبد فيه أبوالها وأبعارها، وقد دمنت الغنم المكان تدميناً إذا بولت فيه وبعرت، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم الدمنة مثلاً لخبث المنبت، وجودة النبات مثلاً لحسن المرأة، وكانت العرب تقول في النهي عن مثل هذا المنكح: لا تنكحها حنانة ولا منانة ولا أنانة ولا عشبة الدار ولا كية القفا (٣) ، فعشبة الدار هي خضراء الدمن، لأن السوام من الإبل والبقر والغنم وغيرها إنما يكون مراحها بأفنية الدور، ومعنى حنانة أن يكون لها ولد من غيرك فهي تحن إليه، ومعنى أنانة أنها تئن شوقاً إلى زوجها الأول، ومعنى منانة أنها تملك عليك بمالها، ومعنى كية القفا أن زوجها يمر بالقوم فإذا وليّ قال أحدهم: فعلت بامرأة هذا، وكان من شأن امرأة هذا كذا (٤) .


(١) في ف: قال علي قال أبو محمد سلمة، وعلي هو ابن عبد العزيز كاتب أبي عبيد، وقوله هذا ليس في أصل أبي عبيد وإنما هو من زيادات سلمة. قلت: وهو سلمة بن عاصم راوية الفراء، كان متألهاً شديد الورع، متعصباً للكوفيين وله كتاب معاني القرآن وغريب الحديث وكتاب الحدود في النحو، وهو والد المفضل بن سلمة؛ انظر راتب النحويين، والزبيدي: ٩٦ وابن الجزري ١: ٣١١ وإنباه الرواة رقم: ٢٨٠ والبغية: ٢٦٠ والفهرست: ٦٧.
(٢) لم يرد في س ط، ومن الواضح أنه لا علاقة له بتعليق البكري بعده.
(٣) انظر هذا القول في المحاسن والاضداد: ١٤٧.
(٤) س: هذا كذا ... هذا كذا وكذا.

<<  <   >  >>