للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو عبيد: ومن أمثالهم في المعرفة والعلم قولهم " هو ابن بجدتها " وأصله الرجل يكون هادياً (١) خريتاً في الأرض ثم صار ذلك مثلاً لكل عارف ماهر.

ع: يقال فلان ابن بجدة هذا الأمر إذا كان عالماً به. وأصله من بجد بالمكان بجوداً إذا أقام به، والمقيم بالموضع الساكن فيه هو العالم به. وقال كراع: يقال فلان من أهل البجد إذا كان من أهل البادية. قال: ومن هذا قالوا: فلان ابن بجدتها.

قال أبو عبيد: ومن أمثالهم " على هذا دار القمقم " أي إلى هذا صار معنى الخبر.

ع: إن كان يريد القمقم المستعمل فهو رومي معرب، وقد تكلمت به العرب. قال عنترة (٢) :

حش الإماء به جوانب قمقم (٣) ... ولا أدري ما معنى دوران هذا القمقم (٤) . وحكى أبو حاتم عن العرب: القمقم طرف الحلقوم، وهذا المراد في المثل، والله أعلم، لأنه يدور عند الكلام ويتحرك، وخروج الصوت عليه، فمعنى المثل إلى هذا صار الكلام وعليه دار.


(١) س: داهية، ط: داهياً.
(٢) شرح المعلقات: ١٩٤ وصدره: وكان رباً أو كحيلاً معقداً ".
(٣) يشبه عرق الناقة بالرب أو الكحيل - وهو القطران - والمعقد: الغليظ، ويروى: حش الوقود به.
(٤) ذكر الميداني في أصل هذا المثل (١: ٣١٩) رأياً مقبولاً قال: وأصله - فيما يقال - أن الكاهن إذا أراد استخراج السرقة أخذ قمقمه وجعلها بين سبابتيه ينفث فيها ويرقي ويديرها فإذا انتهى في زعمه إلى السارق دار القمقم.

<<  <   >  >>