للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٢٠ -؟ باب شواهد الأمور الظاهرة على علم باطنها

قال أبو عبيد: منه " أراك بشر ما أحار مشفر "، يقول: قد أغناك ما ترى من ظاهر أمره عن سؤاله.

ع: معنى المثل أنك ترى في بشرة البعير أو الدابة ما زد مشفره إلى جسمه من جودة أكله وخصب مرعاه أو ضده. والحور: الرجوع؟ حار يحور حوراً إذا رجع. وأحرته رجعته. قال تعالى {إنه ظن أن لن يحور} (الانشقاق: ١٤١) أي أن لن يرجع وأن لن يحشر، كما قال تعالى {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاص وأنكم إلينا لا ترجعون} (المؤمنون: ١١٥) . ويروى: أراك بشراً ما أحار مشفر، بالنصب، والمعنى أراك هذا المرئي في بشر ما أحار مشفر.

قال أبو عبيد: ويقال في نحو هذا أو مثله (١) " نجارها نارها " والنار في هذا الموضع السمة.

ع: لما كانت الإبل وغيرها لا توسم إلا بالنار سمي الوسم ناراً، قال الراجز (٢) :

قد سقيت آبالهم بالنار ... والنار قد تشفي من الأوار يقولون إن هذه الإبل لعزة أهلها سقيت لما عرفت سماتها، قم ألغز فقال: والنار قد تشفي من الأوار.


(١) ط س: في مثل هذا أو نحوه.
(٢) تقدم القول في تخريجه، انظر أيضاً شرح شواهد المغني: ١٠٦، قال: وأنشده العسكري في كتاب الأوائل: يسقون آبالهم بالنار.

<<  <   >  >>