للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

" عند الصباح يحمد القوم السرى ".

ع: ذكر أبو عبيد أن هذا المثل للأغلب العجلي، وقال محمد بن حبيب وغيره من علماء البصريين: إن أول من قال ذلك خالد بن الوليد لما بعث إليه أبو بكر رحمه الله وهو باليمامة أن صر (١) إلى العراق فأراد سلوك المفازة، فقال له رافع بن عمير الطائي: قد سلكتها في الجاهلية، وهي خمس للإبل الواردة، وما أظنك تقدر عليها، إلا أن تحمل الماء، فتحمل الماء واشترى مائة شارف (٢) فعطشها ثم سقاها الماء حتى رويت ثم كعم أفواهها لئلا ترعى، ثم سلك المفازة، حتى إذا مضى يومان وخاف العطش على الناس والخيل نحرها وسقى الإبل والخيل فظوظها (٣) ، فلما كان في الليلة الرابعة قال رافع: انظروا هل ترون سدراً عظاماً، فإن رأيتموها وإلا فهو الهلاك، فنظر الناس فرأوا السدر، فكبر وكبر الناس معه، ثم تجمعوا (٤) على الماء، فقال خالد (٥) :

لله در رافع أنى اهتدى ... فوز من قراقر إلى سوى

خمساً إذا صار بها الجيش (٦) بكى ... ما سارها من قبله إنس يرى

" ند الصباح يحمد القوم السرى ... (٧) وتنجلي عنهم غيايات الكرى "


(١) س ط: سر.
(٢) الشارف: المسن من الإبل.
(٣) الفظ: ماء الكرش يعتصر فيشرب عند عوز الماء في الفلوات.
(٤) س: هجموا.
(٥) الرجز في فتوح البلدان: ١١٦ وياقوت: (سوى، قراقر) ، والبكري (قراقر) والأزمنة والأمكنة ٢: ٢١٦ واللسان: (فوز) ، والتصحيف: ٢٠ مع اختلاف في الروايات، وعدد الأشطار وترتيبها.
(٦) في بعض الروايات: الجبس، وهو الجبان الضعيف، وصححه في التصحيف: ٢٠.
(٧) غيايات: جمع غياية، وهو كل شيء أظل الإنسان.

<<  <   >  >>