للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقالوا في مثل ذلك: " أتبع الدلو رشاءها "، قال قيس بن الخطيم (١) :

إذا ما شربت أربعاً حط مئزري ... وأتبعت دلوي في السماح رشاءها (٢)

متى يأت هذا الموت لا يلف حاجةً ... لنفسي إلا قد قضيت قضاءها ١٤٣؟ باب تعجيل الحاجة وسرعة قضائها

قال أبو عبيد: من أمثالهم في ذلك قولهم " النفس مولعة بحب العاجل " وهذا المثل لجرير بن الخطفي في شعر له (٣) :

ع: هو قوله:

إني لأرجو منك خيراً عاجلاً ... والنفس مولعة بحب العاجل وكتب رجل إلى أبي عبد الله معاوية بن عبد الله (٤) وزير المهدي يستنجزه في وعد تقدم له، ونزع بهذا البيت، فوقع في كتابه: " لكن العقل موكل بحب الآجل، مستصغر لكل كبير زائل " وهذه بلاغة وإصابة، وكان أبو عبد الله من البلغاء، ومن حكمة كلامه قوله: العالم يمشي البراز (٥) آمناً، والجاهل يخبط الغيطان كامناً، وقوله: لا يكسد رأس صناعة إلا في أرذل زمان وأخس سلطان. وهو القائل: الصبر على حقوق الثروة، أشد من الصبر على ألم الحاجة (٦) .


(١) من قصيدة له حماسية، انظر التبريزي ١: ٩٦ والمرزوقي: ٣٦ وديوانه: ٤، ١٠.
(٢) رواية التبريزي: إذا ما اصطحبت، ويروى: خط بالحاء المعجمة أي وصل إلى الأرض وأثر فيها، وهو بمعنى حط وهي رواية س. يقول: إذا شربت أربع أكؤس جررت مئزري خيلاء وتممت ما بقي علي من السماح في حال الصحو.
(٣) ديوان جرير: ٤١٥.
(٤) أخباره في الوزراء والكتاب للجهشياري، وكنيته فيه أبو عبيد الله، وهي ما ورد في ط.
(٥) البراز: الفضاء الواسع ليس فيه شجر.
(٦) انظر الجهشياري: ١٥٦.

<<  <   >  >>