للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لي الوبر ولك المدر، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل تبايع على أن لك أعنة الخيل فإنك رجل فارس، فيقول عامر: لا إلا أن يكون لي الوبر ولك المدر، وانتظر أن يضربه أربد فلم يصل إلى ذلك، فانصرفا وعامر يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: والله لأملأنها عليك خيلا جرداً ورجالاً مرداً. فقال عامر لأربد: ما منعك من أن تضربه؟ فقال: ما هممت بذلك إلا رأيتك بيني وبينه، أفكنت أعلوك بسيفي؟ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد يئس من إسلامهما: اللهم اكفنيهما. فأصابت أربد صاعقة قتلته، وأصابت عامراً غدة قتلته، واضطره الوجع إلى بيت امرأة من بني سلول، فجعل يقول " أغدةً كغدة البعير وموتاً في بيت سلولية " (١) فنزلت في هذا {له معقبات من بين يديه ومن خلفه، يحفظونه من أمر الله} (الرعد: ١١) ، وقال في شأن أربد: {ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء} (الرعد: ١٣) .

قال ابن إسحاق: والغدة طاعون أصابه في عنقه.

قال أبو عبيد: ويقال في نحوه: " أكسفاً وإمساكاً " وأصله الرجل يلقاك بعبوس وكلوح مع بخل ومنع.

ع: الكسف هنا كناية عن تغير الوجه واللون من العبوس. قال القطامي (٢) :

أنسى ابتسامتك والألوان كاسفة ... تبسم البرق في داج من الظلم يعني كاسفة متغيرة من شدة الحال وضيق المقام. يقال: كسفت الشمس


(١) قال الخشني: ٤٣٦ " وإنما تأسف أن لنم يمت مقتولاً كما يتأسف الشجعان، وتأسف أيضاً على موته في بيت امرأة من سلول، لأن بني سلول قبيل موصوف عندهم باللؤم، وليس ذلك للؤم أصولهم، لأن مكانهم من قومهم مشهور، وإنما هو شيء غلب عليهم ".
(٢) لم يرد في ديوانه.

<<  <   >  >>