للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على النطق بما لا يحسن، يقال: جريت جرياً؟ غير مهموز؟ أي اتخذت وكيلاً. قال الشاعر (١) :

ولما أتى شهر وعشر لعيرها ... وقالوا تجيء الآن قد حان حينها

أمرت من الكتان خيطاً وأرسلت ... جرياً إلى أخرى سواها تعينها

فما زال يجري السلك في حر وجهها ... (٢) وجبهتها حتى نفته قرونها قال أبو عبيد: وروينا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رجلاً أثنى عليه في وجهه فقال له علي: أنا دون ما تقول وفوق ما في نفسك.

ع: هذا الرجل هو الأشعث بن قيس بن معد يكرب.

قال أبو عبيد: وكان المرؤخ العجلي (٣) يقول: من أمثالهم في إفراط المادح أن يقولوا: " شاكه أبا فلان " قال: وأصل هذا أن رجلاً كان يعرض فرساً له، فقال له رجل: أهذه فرسك التي كنت تصيد عليها الوحش؟ فقال له رب الفرس: شاكه؟ أي قارب؟ في المدح، والمشاكه للشيء هو الذي يشبهه أو يدنو من شبهه.

ع: المؤرخ هذا شاعر، وكنيته أبو الفيد، والفيد شعر الزعفران، والفيد


(١) انظر هذه الأبيات في الأمالي ١: ١٩٥ والسمط: ٤٦٨ واللسان (عنى) .
(٢) قال القالي في شرح الأبيات: هذه امرأة تنتظر عيراً تقدم وزوجها فيها فأرادت أن تنتف بالخيط وتتهيأ له، والجري: الرسول يقول أرسلت إلى جارة لها تنتفها لتزين، وفي رواية: فما برحت تقريه أعناء وجهها، وأعناء الوجه: نواحيه؛ وفي س: حتى تثنيه قرونها.
(٣) هو المؤرخ بن عمرو السدوسي، ممن أخذ النحو عن خليل وله من الكتب كتاب المعاني وكتاب غريب القرآن، توفي سنة ١٩٥هـ؟. ترجمته في مراتب النحويين: ٦٧ والزبيدي: ٧٨ والفهرست: ٤٨ والبغية: ٤٠٠.

<<  <   >  >>