للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن النار بالعودين تذكى ... وإن الحرب يقدمها الكلام وقالوا: الحرب أولها نجوى، وأوسطها شكوى، وآخرها بلوى.

ومن كتاب قاسم بن سعدان (١) بخطه، أخبرنا طاهر (٢) قال سمعت علياً يقول: حدثني الزبير القاضي، قال حدثني مصعب، قال: بعث عامل معاوية بأحمال مال إلى معاوية، فمرت الإبل على الحسين بن علي، فأخذ منها عشرة أحمال فعزلها هذا من خقي ولقي (٣) ، لي أكثر منه، فلما بلغ ذلك معاوية كتب إليه:

يا حسين بن علي ذا الأمل ... لك بعدي وثبة لا تحتمل

ليس بعدي لك من يحملها ... ليس بين المال والوثب عمل

إنما أحذر أن تبلى بمن ... عذره: قد سبق السيف الهذل ويروى عن عبيد بن شربة أنه قال: أول من قال: سبق السيف العذل، حريم (٤) بن نوفل الهمداني، وذلك أن النعمان بن ثواب العبدي كان له بنون سعد وسعيد وساعدة. فأما سعد فكان شجاعاً بطلاً، وأما سعيد فكان جواداً سمحاً ذا أحواز (٥) وصنائع، وأما ساعدة فكان صاحب شراب وندمان، وكان أبوهم


(١) أحد نحاة الأندلس، وكان عالماً بالحديث فقيهاً بصيراً بالنحو والغريب والشعر، توفي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، انظر الزبيدي: ٣٢٧ وتاريخ ابن الفرضي ١: ٤٠٩ والبغية: ٣٧٧.
(٢) هو طاهر بن عبد العزيز الرعيني القرطبي، كان عارفاً بعلم اللغة والخبر، توفي سنة ٣٠٥هـ؟، تاريخ ابن الفرضي ١: ٢٤٣ والجذوة: ٢٣٠ والزبيدي: ٢٩٧ وبغية الوعاة: ٢٧٢.
(٣) الحق: الأرض المطمئنة واللق: المرتفعة، وفي الجمهرة ١: ٦٨ أن عبد الملك كتب إلى الحجاج يقول: لا تدع خقاً ولا لقاً إلا زرعته، قال: والخق الحفرة الغامضة في الأرض، واللق: الشق؛ وفي ط: هذا من حقي وبقي لي أكثر منه؛ وهي رواية جيدة.
(٤) س ط: خريم، حيثما وقعت.
(٥) س ط: إخوان.

<<  <   >  >>