للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

١٠٣ -؟ الكاتب أحمد بن سليمان بن أحمد بن فركون (١) ،

خديمي في النسخ من يد الكتبة وربيبي:

جرو محقور، وفي جلدة كلب عقور، ولسان ناقور، سمع المجد عنه موقور، وشرارة قدحتها شرور، أخرق نشأ من صلف، ورمى من الوضاعة والدناءة بكلف، فلو تعلق بسبب من أبي دلف، لسعى عليه في تلف، ولو شهده مجمع الثريا لم يعد إلى مؤتلف، وفرد لا ينطبق وصف اللؤم إلا عليه، وسفيه يقال عند ذكره كفاك الله شر من أحسنت إليه، رضع الغدر في مجثم أمه، وصافن أباه المرور في قارورة سمه، فلن تنفع المداراة في افعوانه، ولا تمنع المصانعة من عدوانه، جليد على شره، وسيئة مختومة على مره، أهداه إليّ أبوه سليمان معدن الحمق الذي أعيا الراقي، وسحر المركب العراقي، جرواً مسدود العينين، منسوباً إلى جنين هجينين، يغط في السيرة، ويحار في طلب الثدي الكلبي أعظم الحيرة، فأنفت من إضاعته، واحتلت لرضاعته، ثم انتخبت له المرس، وعلقت في عنقه الجرس، ثم جللته بالحرير، ومهدت له بجنب السرير،


(١) يكنى أبا جعفر؛ قال فيه ابن الخطيب في الإحاطة ١: ٢٢٨ (١: ٩٩) شعلة من شعل الذكاء والإدراك ومجموع خلال حميدة، على الحداثة، طالب نبيل مدرك نجيب بذ أقرانه كفاية وسما إلى المراتب ... الخ، لكن الحال تغيرت، وهاهو لسان الدين يقذع في ذمه، بل كتب بخطه على طرة اسمه في الإحاطة: " يسقط هذا الساقط من الديوان " (انظر النفح ١٠: ١٤٨) ولم يعرف المقري لم فعل لسان الدين ذلك، وهذا يرجح أنه لم يطلع على الكتيبة الكامنة.

<<  <   >  >>