١- إحداهما قوله:{أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ} وتقدير ذلك أنا الفاضل فكيف أسجد للمفضول.
٢- والثانية: معلومة من أساس التفاضل التي اعتمد عليها على حد زعمه، وهي المادة التي خُلِق منها، فمن خلق من نار فهو أفضل، فكيف يسجد لمن خُلُق من طين.
فهما قياسان متداخلان، وباطلان أيضاً، من عدة وجوه، كما وضح ذلك ابن قيم الجوزية - رحمه الله تعالى١:
- أنه قياس في مقابلة النص، والقياس إذا صادم النص وقابله كان قياساً باطلا.
- أنه قال:{أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ} وهذا كذب، ومستنده في ذلك باطل، إذ لا يلزم من تفضيل مادة على مادة، تفضيل المخلوق منها على المخلوق من الأخرى.
فالعبيد والموالي الذين آمنوا بالله ورسوله خير وأفضل عند الله ممن ليس مثلهم من قريش وبني هاشم، وأن صالحي البشر أفضل من الملائكة، وإن كانت مادتهم نورا، ومادة البشر تراباً، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة.
أن التراب أفضل من النار لعدة اعتبارات، منها:
- أن طبع النار الطيش والخفة، والأرض الثقل والرزانة.
- أن طبع النار العلو والإفساد، وطبع الأرض الخشوع والإخبات، والله لا يحب المفسدين، ويحب المخبتين.
١ ابن قيم الجوزية، الصواعق المنزلة على الطائفة الجهمية، والمعطلة ٢/٦٦٣-٦٦٨.